تراويح زمان
صليت التراويح الأسبوع الماضي في أحد مساجد وسط البلد في الزرقاء.
يعد مسجد أبو بكر الصديق (الاسم الرسمي) الشيشان (الاسم الشعبي) من أقدم مساجد الزرقاء، حيث بناه إخوتنا الشيشان لدى قدومهم إلى مدينة الزرقاء.
التراويح في مسجد الشيشان ذكرتني بالتراويح أيام زمان في معظم مساجد الزرقاء بل المملكة.
يتيح لك الإمام أن تقرأ الفاتحة بعد أن يقول المأمومون آمين.
لا يزيد الإمام على آية واحدة في الركعة.
يقتصر على دعاء القنوت المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء قصير جدا.
الميزة الأشهر لتراويح زمان هي الذكر الجماعي بين الركعات، حيث التسبيح والتهليل والتكبير بشكل جماعي.
هذا النسق الديني، وهو نسق أقرب إلى التصوف الذي كان يشيع في معظم مساجد المملكة غاب تماما، حيث تغلب على صلاة التراويح الآن الإطالة، وخصوصا في الدعاء، وغياب الذكر الجماعي تماما.
أسباب عديدة أدت إلى تغير نسق صلاة التراويح في الأردن، لعل أبرزها التأثر بنسق التدين في السعودية، وهذا جاء عن ثلاث طرق رئيسية؛ أولها الإقبال الكبير من الأردنيين على أداء العمرة، والذي بدأ تقريبا منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وزاد بشكل كبير وملحوظ في التسعينيات، ثم في العقد الأول من الألفية الثانية. بدأ الأردنيون يتأثرون بشكل كبير بنسق الصلاة في الحرم المكي.
الطريق الثاني جاء عن طريق الشباب والمشايخ المتأثرين بنسق التدين في السعودية، وبالذات الفكر السلفي الوهابي.
الطريق الثاث كان بفتح الباب رسميا على مصراعيه لأولئك الشباب والمشايخ بتسلم الإمامة في المساجد، فرسخوا وثبتوا نسق التدين وفق الفكر السلفي الوهابي.
السبيل - الأربعاء 29/مايو/2019