هواجس بالإرادة!!
الانسان المطلع على مجريات الامور والاحداث والازمات التي تدور داخلياً وخارجياً وما ستؤول اليه الامور من ضبابية وعدم وضوح في الرؤية، وبين هذا وذاك حتماً ستزور الهواجس السوداوية الذهن والعقل وتدور وتجول فيه.
فأنت سمحت لها ان تسيطر عليك وبطريقة سلبية مؤثرة في سلوكك ومنعكسة على حياتك العملية والاسرية، وكأنك في هذه الحالة تسمح لسرب من الغربان ان يحلق فوق رأسك، فلا انت حينها تعيش الحياة بواقعها، ولا انت تعرف ما الذي يجري ولا كيف ستتعامل مع مجريات الاحداث والامور.
او ان تدير الازمة بعقلانية وحكمة لمجرد انك اعطيت اشارة الموافقة لتلك الافكار السيئة بالعبور في راسك، لانك انت من يبحث عنها على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
حينها تتحول النفس الى غابة عديمة الملامح اوراق اشجارها سوداء وضبابية في الطريق بين الاشواك، سيئة الاصوات كثيرة الصياح لا تدري من اين تصدر.
حينها ستفقد الاتصال مع مشاعرك ليتطاير ادراكك شيئا فشيئاً، وتصبح افكارك كالبكتيريا لتتكاثر في دماغك إلى أن تحوله إلى مستنقع تعيش فيه تلك البكتيريا على جثث الافكار التي تميت كل من له روح.
فيمل الكثيرون من جلساتك وتعليقاتك وتفسيراتك السوداوية، ولكن علينا ان لا نستسلم بل نعتبر من كل أزمة او محنة نمر بها، والاجدر ان يكون الاعتبار كما اراده الله وعلمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالثبات والعقلانية وطنية وولاء وانتماء، ولا ان نكون نسخة مكررة عن بعض الشعوب التي حولت بلدانها لوكر للارهابيين والمطاردين، فآلت بلادهم الى الدمار والنهب والسلب، واصبح الشعب فيها مسلوب الارادة، فعلينا ان نعيش في سلام داخلي مع انفسنا فلا الصالحين ولا الانبياء عليهم السلام سلموا من ألسنة الناس.
فالعيش بسلام داخلي هو ان نبتعد عن شخصيات في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها جندت انفسها كالغربان فوق رأسك لتعكر مزاجك وتشوش افكارك وتبث سمومها لتحقق اجنداتها ومصالحها.
الدستور -