فوضى التراخيص لمحلات الكوفي شوب
رغم أننا في شهر رمضان المبارك، إلا أن مباريات كرة القدم الدولية كشفت عن العدد الكبير لمحلات الكوفي الشوب في العاصمة وذلك من خلال تواجد الاف المواطنين فيها لمتابعة المباريات؛ ما يؤكد الفوضى في منح التراخيص لأن معظم هذه المحلات تنتشر بين الأحياء السكنية، وأن ذلك سبب المزيد من الازعاج للسكان.. من حق المواطن أن ينعم بالهدوء في مسكنه، وعلى كل الجهات الرسمية ازالة المنغصات التي تعترض حياته.
نقول هذا الكلام ونحن نرى التوسع الافقي غير العادي لمقاهي الكوفي شوب حتى انها غزت معظم الاحياء السكنية، واصبحت مصدر ازعاج للمواطنين.
في ضواحي العاصمة، ووسط الاحياء السكنية تنتصب هذه المقاهي ضاربة عرض الحائط بكل التعليمات التي تنص على ان يكون المقهى بعيدا عن دور العبادة بمسافة 500 متر، لنجد ان ذلك لا ينطبق على الكثير من المقاهي المنتشرة بالقرب من احد المساجد في احدى المناطق على سبيل المثال، كما ان العديد من المقاهي تم الترخيص لها للعمل بين البيوت السكنية، وهذا ما نراه في العديد من مناطق العاصمة، حتى ان احد المقاهي يبعد خمسة امتار فقط عن الجهة المقابلة لمسكن احد المواطنين، وان المقهى يرتفع عن مستوى البيت، حتى انه لا يستطيع ان يفتح نافذة غرفة نومه؛ لأن ثمة من يستطيع ان يكشفه مباشرة. مقهى آخر يقع مقابل مساكن، ويغص بالرواد من ذكور واناث، يعاني السكان المجاورون له من الاعتداء المستمر على مواقف سياراتهم امام منازلهم إذْ رخصت امانة عمان لهذه المقاهي، ولم تأخذ بعين الاعتبار ضرورة توفر مواقف لها، وضرورة ان تكون بعيدة ولو خمسين مترا عن مساكن المواطنين. تعالوا واشهدوا ازمة السير، وازمة المشاة؛ لأن اصحاب المقاهي اعتدوا ودون وجه حق على الارصفة، واقاموا عليها المقاعد، ووضعوا الارجيلة رغم ان بعضهم قد حصل على انذار نهائي بوجوب عدم استعمال الرصيف، لانه من حق المشاة.
لا اعتقد انه من الصعوبة بمكان ان تعيد امانة عمان النظر بالتراخيص الممنوحة لعدد من المقاهي القريبة من دور العبادة، والقريبة من مساكن المواطنين. اما المقاهي التي ما زالت تصر على استعمال مكبرات الصوت، وبث الاغاني، فاننا نطالب محافظة العاصمة وشرطة العاصمة باستعمال كافة الصلاحيات لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي تسيء للمواطنين.
الدستور - الأحد 2 حزيران / يونيو 2019.