واقعية بومبيو تجاه «صفقة القرن»
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن تسجيل صوتي للاجتماع المغلق الذي جمع وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، مع زعماء يهود، تناولوا فيه الخطة الاميركية المسماة «صفقة القرن».
الوزير الاميركي الصقوري بومبيو، كان واقعيا في تعاطيه مع احتمالات فشل الصفقة، قائلا: ان الخطة التي طال انتظارها، ربما، لن تكون قابلة للتنفيذ، ولا يمكن الموافقة عليها.
واعترف الوزير المنحاز لإسرائيل امام الزعماء اليهود ان الخطة قد لا تكسب اي دعم، واعرب عن امله ان لا يتم رفضها، وان ترى النور.
هذا الموقف يؤكد ان الادارة الاميركية تشعر ان خطتها مهددة، وتؤكد ان ما يريده الاميركان ليس قدرا يجب التسليم به، بل هناك امكانية لتقول الاطراف المعنية لا نريد ولن نقبل.
ما قاله بومبيو، وهو ارفع مسؤول اميركي يتحدث بوضوح عن الصفقة، يؤكد ان الموقف الفلسطيني الرافض لبنود الخطة المفترضة آتى اكله، وتمكن من تصديع اليقين الاميركي حول الصفقة.
ايضا، يسجل للاردن، دور معقول في زعزعة الحسم الاميركي للخطة، ذلك من خلالها ثباتها على مواقفها المتعلقة بحل الدولتين، والوصاية على المقدسات، ونشاطها الدبلوماسي الدؤوب.
وهناك مواقف اخرى من جهات ودول كان لها الفضل في اظهار تلك العقلانية التي تحدث بها وزير الخارجية الاميركية عن الخطة واحتمالات فشلها.
مرة اخرى، الفلسطينيون هم حجر الرحى، لا سلام بدونهم، ولا استسلام بدونهم، ولا تحرير بدونهم، وكذلك لا تصفية لحقوق شعبهم الا بتوقيعهم.
اذا، موقف ابو مازن، وكل القوى الفلسطينية الرافضة بلا استثناء للخطة ولنقل السفارة، كفيل بتعسير ولادة الصفقة، لا بل بقتل جنينها واجهاضه.
نعم، خيار الفلسطينيين الاستراتيجي، الوحيد، ومن ورائهم نحن الاردنيين، هو الرفض، وعدم الرضوخ او الاستجابة للضغوط، وما القصة الا صبر ساعة، فإذا بالاخبار الجيدة تأتي من هنا وهناك.
السبيل - الثلاثاء 4/يونيو/2019