عشرينية الملكية الرابعة.. التحدي أمامنا
بعد مرور عشرين عاما على الملكية الرابعة «حكم الملك عبدالله الثاني»، نستطيع الجزم بأننا نقف على اعتاب مرحلة حساسة ومفصلية من عمر الدولة الاردنية.
السنوات العشرون التي انقضت كانت عاصفة، داخليا وخارجيا، فبعد مرور تلك الاعوام، تغيرت اشياء واشياء عن يوم رحيل الملك حسين، ذلك اليوم، الذي كان مليئا بالشكوك والمخاوف.
ماتت عملية السلام، انقسم الفلسطينيون، لم تعد بغداد في مرمى العمق العربي، وهبت عواصف على دمشق وطرابلس وصنعاء والقاهرة، وتغيرت موازين لم تكن بالحسبان.
غربي النهر، تنمر العدو الصهيوني كما لم يفعل من قبل، تحول مجتمعه نحو التدين واليمين، اعلن يهودية الدولة، وكانت خاتمة العشرينية هي الاسوأ من خلال ادارة امريكية منحازة الى حد الثمالة.
تدفق اللاجئون على بلادنا، من سوريا والعراق، كلا في حينه، وفي الاثناء، كانت الازمة المالية العالمية ضربة في حزام النمو والاستقرار المالي.
فشلت حكومات الملكية الرابعة، كلها بلا استثناء من تجاوز ازمتنا الاقتصادية، وانفلت عقال سوء الادارة والفساد والترهل بما لا يتناسب مع ظروف البلد وحجم تحدياتها.
كانت هناك نجاحات في العبور من المطبات، وكانت هناك اخفاقات في درء حجم الكلف لذلك العبور، لكن في الخواتيم استمر الاردن في التنفس، وانهى عشرينيته بتحديات لا يمكن الاستهانة بها.
يوم مات الملك حسين، كانت مرحلة لها تحدياتها، لكن بعد مرور العشرين عاما من حكم الملكية الرابعة، تبدو الاسئلة اصعب واكثر تعقيدا، وتحتاج الى صلابة غير معهودة في تاريخ دولتنا.
نعرف ما يحيط بنا، وندرك ماهية التشوهات الاقتصادية والسياسية الداخلية، فالتشخيص اصبح ترفا امام وضوح المعالم، لكننا نحتاج الى رغبة وارادة وقدرة للبدء بترميم ما تصدع.
نحتاج ان نعترف بالذاتي والموضوعي من الاخطاء، ويجب ان نعمل سريعا على تعظيم الانجاز على قدم وساق مع تقويم العثرات، فترف الوقت لم يعد متاحا، والتحديات لا تعرف الانتظار.
خاتمة العشرينية دشنها الملك بلاءات ثلاث عبرت عن تجديد وبيعة مع الهوية الوطنية الاردنية، ولعلها تحد واشراقة وفرصة لترميم الاخطاء واعادة العجلة الى ما كانت عليه.
السبيل - الأحد 9/يونيو/2019