التنزيلات غير الحقيقية
التنزيلات مسألة معروفة في معظم دول العالم يقوم بها تجار الملابس في نهاية الموسم الشتوي ونهاية الموسم الصيفي وذلك لإغراء الناس بالشراء وحتى لا تبقى البضاعة عندهم لسنة كاملة لأنه خلال هذه السنة قد تظهر موديلات حديثة وجديدة وتصبح موضة الملابس الموجودة عند هؤلاء التجار قديمة ولا أحد يشتريها .
التنزيلات في معظم دول العالم وخصوصا في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية حقيقية ونسمع دائما قصصا مثيرة عن هذه التنزيلات فيقول لك أحد المقيمين هناك أو الزائرين لتلك البلاد بأنه إشترى بذلة رجالي بخمسين دولارا في موسم التنزيلات بعد أن كان سعرها العادي خمسمائة دولار ، وتقول لك إحدى السيدات بأنها إشترت طقما فاخرا بسبعين دولارا بعد أن كان سعره العادي ستمائة أو سبعمائة دولار وهكذا نسمع قصصا كثيرة عن هذه التنزيلات في تلك البلدان .
قبل عدة أشهر كنت في بريطانيا ودخلت أحد محلات الأحذية وأعجبني حذاء خفيفا لكن سعره كان سبعة وعشرين جنيها إسترلينيا ولم أشتر هذا الحذاء لأنني قدرت أنه لا يساوي هذا المبلغ لكن بعد عشرة أيام بالضبط دخلت إلى نفس المحل لأفاجأ بأن هذا الحذاء قد شملته التنزيلات وأن سعره أصبح خمسة جنيهات فقط لا غير .
التنزيلات في بلدنا مع الأسف معظمها تنزيلات غير حقيقية فعندما تشاهد إعلانا على أحد المحلات التجارية عن تنزيلات تصل إلى سبعين بالمئة تدخل إلى هذا المحل وإذا هناك ثلاث أو أربع قطع من النوع الرديء جدا هي التي شملتها التنزيلات .
أحد المواطنين بعث إلى هذه الزاوية برسالة يقول فيها إنه شاهد بذلة في أحد المحلات وكان سعرها مائة وخمسين دينارا لكن بعد حوالي ثلاثة أسابيع شاهد على واجهة المحل إعلانا عن تنزيلات تصل إلى خمسين بالمئة فدخل إلى المحل لشراء البذلة التي أعجبته لاعتقاده أن التنزيلات قد شملتها لكن المفاجأة أنه رأى نفس هذه البذلة وقد كتب عليها مائتا دينار وشطبت ليكتب عليها مائة وخمسون دينارا وعندما سأل صاحب المحل ليتأكد من السعر فقال له بأن ثمنها السابق مائتا دينار أما الآن بعد التنزيلات فقد أصبح مائة وخمسين دينارا وهو بالطبع يكذب .
هناك قصص ونماذج كثيرة عن التنزيلات التي يقوم بها بعض التجار وهي في معظمها تنزيلات غير حقيقية الهدف منها الضحك على المواطنين وابتزازهم وإيهامهم بأن هناك تنزيلات لكن هذه التنزيلات مع الأسف غير حقيقية .
وزارة الصناعة والتجارة هي الجهة الرسمية المسؤولة عن التنزيلات ومراقبة التجار الذين يعلنون عن التنزيلات والذين يأخذون الإذن من هذه الوزارة ونحن نفترض أن مفتشي هذه الوزارة يقومون بجولات تفتيشية دورية على كل المحلات التي تعلن عن التنزيلات حتى يتأكدوا من أن التنزيلات التي يعلنون عنها هي تنزيلات حقيقية أو غير حقيقية لكن مع الأسف يبدو أن هؤلاء التجار يتصرفون كما يشاؤون بدون أي رقابة حكومية .
إذا كنا بالفعل دولة المؤسسات والقانون كما ندعي دائما فإننا نفترض أن الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون لا تترك الحبل على الغارب لبعض الناس كي يتلاعبوا بالقوانين على حساب المواطن .
الدستور -