الـ «لا» الفلسطينية سلاحنا النووي
«لا» فلسطينية بحجم مساحة الوطن الفلسطيني، وثقل القضية الفلسطينية عربيا واسلاميا ودوليا، رفعتها القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، في وجه ترامب اول رئيس امريكي يعمل بشكل علني ومباشر على تصفية القضية الفلسطينية، تحت عنوان اسماه هو صفقة القرن، واول رئيس امريكي يهدد بحرب ابادة في الشرق الاوسط.
لم تتعظ الادارة الامريكية من فشل مؤتمر وارسو الدولي، الذي دعت له عقب اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة موحدة للكيان الغاصب لفلسطين ونقل سفارتها اليها، من اجل حث دول العالم على الاعتراف بها ونقل سفاراتها اليها، وكان للجهد الاردني الفلسطيني العربي المشترك الدور الحاسم في افشال ذلك المؤتمر الذي تلاه مؤتمر مضاد دعت له ايرلندا يؤكد على ان القدس الشرقية المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
الموقف الاردني في مؤتمر وارسو كان مشرفا جدا، ودافع وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي آنذاك بقوة عن الحقوق الفلسطينية والموقف الاردني والعربي الداعي الى الحل على اساس مبدأ الدولتين، ومبادرة السلام العربية، ودفن المؤتمر ومخرجاته حيث ولد.
لم تشهد الساحة الفلسطينية داخليا وخارجيا منذ ثلاثة عقود تفريبا، اجماعا عاما على موقف واحد وموحد، يرفض رفضا شاملا رسميا وشعبيا المؤامرة الصهيو-امريكية المسماة صفقة القرن وكل ما يتصل بها او يخرج عنها، ويجتاح الغضب العارم الشارع الفلسطيني تعبيرا عن رفض الصفقة ورفض العروض الاقتصادية.
الـ «لا» الفلسطينية، كفيلة باطفاء كل الحرائق التي تعمل الادارة الامريكية وحكومة اليمين الصهيونية، على اشعالها في الساحة الفلسطينية والعربية، وقادرة على تفجير كل الالغام التي تحاولان زرعها في حقول وممرات الشعب الفلسطيني، ووحدها التي تستطيع ابطال مفعول كل المفخخات التي تنشرانها في المناطق الفلسطينية، لان التوقيع الفلسطيني فقط ولا شيء غيره، يعتبر ابرة الحياة لصفقة المؤامرة التصفوية.
التصدي للمحاولات الامريكية والاسرائيلية البائسة والفاشلة، لا يحتاج الى حشود عسكرية، ولا قنابل نووية ولا خوض حروب محدودة او شاملة، وكل ما يحتاجه «لا» فلسطينية حمراء بلون الدم شامخة عالية، فهي اقوى من سلاحهم وقنابلهم النووية ومن ملياراتهم التي يعرضونها ثمنا لفلسطين.
امام العرب فرصة تاريخية لتلقين الحدث كوشنير درسا بليغا في السياسة والاقتصاد، بتأكيد مواقف ومقررات مؤسسة القمة العربية، بأن القضية الفلسطينية لا تزال المركزية والاولى عربيا واسلاميا، وان لا بديل عن حل الدولتين وان القدس الشرقية المحتلة عاصمة ابدية للدولة الفلسطينية، وتكريس الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، والعودة الى مبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والغاء صفقة القرن وجميع القرارات والاجراءات الامريكية المتصلة بها.
الدستور -