توجيهي بلا إصابات
أعلنت وزارة التربية والتعليم عبر تصريحات صحفية، أن طلبة الثانوية العامة، تميزوا بالتزامهم الكامل بالتعليمات الناظمة لها، مؤكدة على أن ذلك جاء في ظل الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتوفير البيئة الامتحانية الملائمة للطلبة وبما يضمن تقدمهم لامتحاناتهم بكل هدوء.
الهدوء والتعقل والصدر الواسع، هو ما تعكسه صفات وزير التربية والتعليم، الذي يقود عملية تطوير واسعة في الوزارة الأكثر استعصاء على التطوير والإصلاح، والأكثر محافظة كما كان يردد دوماً، ومع ذلك لا شيء يحدث بصفة راديكالية بل ثمة سلاسة راهنة في قبول الاجراءات التي يتخذها الوزير منذ توليه والتي تمثلت بسلسلة تنقلات ثم احالات إلى التقاعد واخيرا ضمان مسار اختبار الثانوية بدون كلف وبدون جدل وبدون تأزيم للناس والطلاب.
فيما يخصّ الامتحان أظهر مراقبون لامتحان التوجيهي حتى الآن بأن مجريات الامتحان ومستوى الأسئلة واداء الطلبة فيه، بددت الكثير من مخاوف الطلبة وأولياء الأمور حول الدورة الواحدة للامتحان والتي كانت سائدة لدى البعض منهم قبل انعقاده.
لكن الدورة الواحدة ليست هي محور النقاش، بل المهم هو المسار الوظيفي العام والأداء الذي حكم العملية الكاملة للاختبارات واداء الطلبة، مع الالتزام في القانون، وهذا يعني مغادرة الزمن الذي كانت فيه الثانوية العامة محل ارتباك او فوضى او حالة من الطوارئ لكل الجهات.
انتهى زمن فرض الفوضى لاجل النجاح، وانتهى الرعب الكبير الذي كانت الثانوية تثيره، ولدينا اليوم وزير يعالج الأمور بمنطق سليم يشخص المرض ويجري كل الفحوصات ثم يقرر التدخل إن كان جراحيا أم لا.
لا اصابات في أكبر عملية ضغط نفسي يخضع لها الأردنيون تاريخياً، وهي الثانوية العامة، ولا جدال في ان الثانوية العامة اليوم معافاة، وهناك خارطة طريق واضحة لمواعيد التصحيح واعلان النتائج وفق روزنامة متكاملة محددة مسبقا ولاول مرة، بما يقلل الضغط على الناس.
لاول مرة تشهد قاعات ثانوية توزيع حلوى وورود، ولاول مرة لدينا مواعيد واضحة، ومواقيت، وهناك تفويض صلاحيات وتواصل مع الإعلام بدون تكلف بل باستجابة عالية وفاعلية كبيرة لأداء الوزارة بمختلف اذرعها. فشكراً لكل معلم ولكل إداري ولكل قيادي في مدارس الوطن والوزارة، لانهم للآن قدموا لنا امتحان ثانوية بلا إصابات.
الدستور