عادت العلاقات مع قطر
اخيرا انتهى التردد، وصدرت الارادة الملكية بالموافقة على تسمية الدبلوماسي زيد اللوزي «امين عام وزارة الخارجية» سفيرا اردنيا فوق العادة ومفوضا لدى الدوحة.
ليست مناكفة لأحد، ويجب ان لا تكون، بل هي العودة الطبيعية للعلاقة مع دولة عربية شقيقة، قطعنا علاقتنا معها في استجابة لضغوطات غير مبررة.
الدولة تحاول من خلال اعلامها الرسمي تجنب الحفاوة بعودة السفراء، آخذة بعين الاعتبار تحسس دول المقاطعة من هكذا خطوة، وبتقديري ان سلوك الدولة مبرر ويمكن تفهمه.
الاردن ليس معنيا بالمناكفات او تسجيل النقاط والاحتجاجات، بل يجب ان يكون همنا الاول البحث عن مصالحنا الحيوية الاستراتيجية بهدوء وصلابة وعزيمة.
من هنا تأتي العلاقة مع دولة قطر الشقيقة لتصب في تلك الخانات الوطنية، فمقاطعتها او وصالها، يجب ان يرتبط اولا واخير بمصالحنا وحاجاتنا وثوابتنا القومية.
الاردني في سياسته الخارجية وسطي بكل معنى الكلمة، ولا يمكنه الا ان يكون كذلك، نراعي هذا وذاك، ونحاول تصفير الازمات مع الجميع، لكننا في النهاية نبحث عن السياسة التي تخدم مصالحنا.a
الشقيقة قطر بدورها تفهمت خطوة سحب السفير سابقا، وتتفهم هدوء عودة العلاقات، واتمنى ان تكون عونا للاردن في ازمته الاقتصادية بوضوح وسرعة ومبادرة.
ننظر للعلاقة مع الدوحة بشغف، فهناك ملفات سياسية هامة يمكن التنسيق فيها بقوة، ولعل مواقفنا مع قطر تتشابه جدا في الملف الفلسطيني، ونستطيع ان نحقق معهم الكثير.
اما الملف الاقتصادي فهو واحد من الملفات التي ينتظر ان تجسدها العلاقة بقوة، فتوظيف الاردنيين هناك في الدوحة بدأ ينضج ويتراكم ويحتاج الى دفعات قوية للامام.
اما الاستثمار فأكاد اجزم ان قطر ستلقي ببعض ثقلها للاستثمار في الاردن، وانه سيكون فعلا حقيقيا لا مجرد دعاية، فخطوة عودة السفراء لها كلفة جميلة سنراها عما قريب.
الخطوة جيدة ولا مجال الا للثناء عليها، ونتمنى ان تتلوها خطوة بإعادة الترخيص لمكتب قناة الجزيرة في عمان، ومن جهة قطر نتمنى عليها اعادة النظر بدفع حصتها من المنحة الخليجية التي كانت قبل اعوام.
السبيل - الخميس 18/يوليو/2019