عنصرية الكبار تفضي للكراهية
فتح شاب أبيض عمره 21 عاما مسلح ببندقية النار على متجر لوول مارت في إل باسو بولاية تكساس الأمريكية امس فقتل 20 شخصا وأصاب 26 آخرين بينما هرع المتسوقون والموظفون للبحث عن ساتر قبل أن يستسلم المسلح للشرطة في موقع الحادث، وجاء بعد ستة أيام فقط من قتل مراهق مسلح ثلاثة أشخاص في شمال كاليفورنيا.
المجرم من ألين في تكساس، وهي ضاحية تابعة لمدينة دالاس تبعد 1046 كيلومترا شرقي إل باسو على نهر ريو جراندي في الجهة المقابلة من مدينة سيوداد خواريث عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك، واشار تقرير للشرطة الامريكية إلى أن «هناك رابطا محتملا بجريمة كراهية».
مسلسل الكراهية الذي اطلقه الرئيس الامريكي دونالد ترمب خلال السنوات والاشهر الماضية اذكى العنف والقتل في ولايات امريكية، واحدث هذه الممارسات وجه ترامب انتقادات حادة لنائب ديمقراطي بارز من أصل أفريقي ووصفه بأنه «متنمر متوحش» يجب عليه أن يركز على تطهير بالتيمور، وهي دائرته الانتخابية، بدلا من انتقاد عمل ضباط الهجرة الأميركيين على الحدود مع المكسيك، واضاف ان دائرة النائب إيلايجا كامينغز «تثير الاشمئزاز وتضيق بالجرذان».
اما خارج الولايات المتحدة الامريكية فالصورة اكثر وحشية عندما قال انه قادر على الانتصار في افغانستان لكنه لا يرغب بقتل عشرة ملايين في افغانستان، اما مواقفه من قتل جنود الصهاينة للمدنيين والاطفال العزل الفلسطينيين بأنه نوع من الدفاع عن النفس، هذه السياسات ادت الى بروز مراهقين لايجدون غضاضة في قتل المدنيين الابرياء، وهذه الاعمال البربرية بدأت تشق طريقها في مجتمع كان يوصف لفترة قريبة بأنه يدافع عن حقوق الانسان ويحترم الراي والراي الآخر.
ما حصل امس في متجر لوول مارت في إل باسو بولاية تكساس يضع الامريكيين على المحك حيال مستقبل اكبر دولة تقدم نفسها كمدافع عن الحريات والديمقراطية، فالبنية السياسية الفوقية تعاني اختلالات متفاقمة حيث فقدت معايير الانسانية والانفلات، وما يطرحه ترمب حيال المهاجرين خصوصا تجاه المكسيك الجارة الحدودية، فممارسات ترمب وإدارته اعادت الى الاذهان العنصرية بأبشع صورها والتمييز بين اللون والعرق والدين، وهذا في الوقت الذي يرفض فيه العالم هذه السياسات فإنها تهدد الفكرة التي بنيت عليها الولايات المتحدة الامريكية، ومجددا تعلوا صيحات مارتن لوثر كينج التي اطلقها قبل مئة عام عندما دفع حياته ثمنا للحرية والمساواة لبناء مجتمع التسامح والتعايش بين البيض والزنوج في امريكا..امريكا انتقلت من العربدة والتنمر العسكري والسياسي على العالم، وولدت ارتدادات داخلية والقادم ربما اصعب.
الدستور -