زوروا الأردن قبل أن تموتوا ..!
حين قرأت عنوان الخبر: (الأردن ثانياً ضمن أفضل 10 وجهات سياحية عالمياً) ظننتُ أنّه إعلان ترويجي للأردن، وربّما يكون مدفوع الأجر، ولهذا قرأت المضمون لإزداد حيرة، فذهبت إلى موقع «ليرن وورثي net.learnworthy «صاحب التقرير، لأكتشف أنّ العنوان بالانجليزية يتجاوز الترجمة للعربية، فهو يقول: «عشر دول في العالم عليك أن تزورها قبل أن تموت»! كاتبة الموضوع أليسيا نيومان، ولا تدّعي أنّه استطلاع علمي، بل تقول إنّه هو نتاج بحثها الخاص وأسئلتها للخبراء، وهذا لا يضير بشيئ، فالسياحة مبنية أصلاً على الإنطباعات، وإذا تشكّل إنطباع ما عند الرأي العام وتمّ تعميمه، فسرعان ما يصبح حقيقة بصرف النظر عن الأرقام، ويصبح المكان المقصود وجهة سياحية. شخصياً، زرتُ سبعاً من الدول العشر المذكورة، وأحياناً أكثر من مرّة، وهي تستحق بالتأكيد أن تُسجّل في حياة المرء قبل أن يموت، لأنّها تُقدّم الجغرافيا المميّزة، والتاريخ الثريّ الحيّ، وتشحن في ثقافة الزائر أشياء جديدة، أمّا الأردن الذي كثيراً ما أعتبر نفسي سائحاً في جوانبه فلا أشبع منه، مع أنّني إبنه، وأعترف بأنّني متحيّز ولكنّني متأكّد من أنّني أكتشف في كلّ مكان جديد أزوره شيئاً يستأهل أن تُسّجله ذاكرة المرء قبل الموت! وبعيداً عن الوجهات التقليدية، حيث البترا والعقبة والبحر الميت وجرش، فهناك أماكن لم يتمّ التركيز عليها، ولعلّ عجلون التي أمضى فيها الملك يوم أمس الأول كاملاً، واحتفل ببدء مشروع التلفريك، من الأماكن الساحرة التي كثيراً ما تمّ تجاهلها،
ومع أنّ هناك آلاف العائلات الخليجية التي تستأجر هناك بيوتاً لقضاء الصيف، فليس فيها فندق واحد. الأرقام تقول إنّ السياحة عندنا تنتعش تدريجياً بعد ركود طويل، ومع ذلك فإنّ هذه الأرقام يمكن أن تتضاعف لتصبح نفط الأردن المفقود، ونتميّز عن غيرنا أيضاً بأنّ سياحتنا ليست موسمية، فهي (صيفية، شتوية، ربيعية، وخريفية)، وهذا نادر في العالم، وصدّقوني إذا قُلت إنّني اؤيد ما كتبته أليسيا نيومان، فعلى كلّ مواطني العالم أن يزوروا الأردن قبل أن يموتوا، ولن يندموا، وللحديث بقية!
الدستور - الخميس 23-8-2019