خطاب مهاتير محمد عن اسرائيل في الأمم المتحدة
مهاتير محمد ، الذي بنى بلاده وبات علما ومضرب مثل في الزعماء الذين صنعوا المستحيل ، وبغض النظر عن خلافنا معه بخصوص بعض القضايا العربية المفصلية ، إلا ان ما نتناوله في هذه العجالة يتمحور فقط حول خطابه الاخير في الامم المتحدة وما قاله بخصوص الاحتلال الصهيوني لفلسطين .
معروف عن هذا الرجل مواقفه الصارمة تجاه دولة الاحتلال ، التي يرجع هو اليها كل مشاكل المنطقة ، إن لم نقل كل ما يتعرض له المسلمون والقضايا العادلة في العالم كما قال هو نفسه .
لم يفاجئ رئيس وزراء ماليزا مستمعيه ومشاهديه بما قاله عن الكيان العبري الذي يريد ابتلاع ما تبقى من فلسطين المحتلة بمباركة ترامب الذي ايد مؤخرا ضم الجولان بعد ضم القدس ، والضفة عما قليل ، ذلك ان مهاتير قال ما قاله في الاجتماع الـ 74 لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عبر مختلف اللقاءات التي اجريت معه سواء في ولاياته السابقة ام هذه الاخيرة التي اعيد فيها رئيسا للحكومة بعد ان تراجع الاقتصاد في بلاده لاسباب شتى ، فاستنهضه الماليزيون بمختلف طوائفهم ونحلهم ومللهم ، فعاد لينقذ ما يمكن انقاذه في بلاده من جديد وسط تلاطم موجات الانتكاس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي تداهم العالم بأسره من اقصاه الى اقصاه .
وقف مهاتير على منصة الامم المتحدة ليقول ، وانا هنا اقتبس : " إن معاداة المسلمين والإسلام سببها قيام إسرائيل، فالمسلمون متهمون بالإرهاب حتى لو لم يفعلوا شيئا ".
بل انه أرجع الى اسرائيل ووجودها اسباب نشوب مختلف الحروب في العالم حيث قال : " "هناك العديد من الحروب في جميع أنحاء العالم الآن، ومعظمها مرتبط بقيام إسرائيل".
وتابع : " لا يمكن لماليزيا أبدا قبول استيلاء إسرائيل الواضح على الأراضي الفلسطينية واحتلال القدس ".
واتهم العالم المسمى بـ " العالم الحر " قائلا : " يمكن لإسرائيل أن تنتهك القانون والقواعد الدولية في العالم كما تشاء، وتستمر في الحصول على الدعم والحماية ".
وشدد على ان " الفيتو " الذي تستخدمه الدول الخمس ، أو حتى مجرد امتلاكهم لهذا الفيتو يعتبر تعديا على بقية العالم ، وبأنه واقع غير ديمقراطي فقال : " ينبغي ألا تعتقد الدول المتمتعة بحق النقض، أنها ستكون دائما فوق القانون والقواعد الدولية .. إلى أي مدى يمكن لهذه الدول استخدام هذه القوة؟ ".
وتابع : " يمكن لكل عضو دائم أن يحبط رغبات حوالي 200 عضو آخر ، هذا شيء لا يتوافق مع الديمقراطية ، رغم ذلك يمكن لبعض تلك الدول توبيخ بلدان أخرى لعدم ديمقراطيتها ".
ولم تفت مهاتير ازمة الروهينغا حيث قال : " "حتى السكان الأصليون في تلك البلاد تعرضوا للذبح والقتل والاغتصاب أمام العالم " .. مذكرا بأن " الذين اجبروا على ترك منازلهم لم يسمح لهم بالعودة ".
ولم تفت مهاتير قضية كشمير التي قال بشأنها : "رغم قرار الأمم المتحدة بشأن جامو وكشمير، فقد تم احتلال هذه المنطقة ، وما زالت محتلة .. يتعين على الهند أن تعمل مع باكستان لحل هذه المشكلة ". .
وكما سبق وقلنا ،فإننا نختلف مع مهاتير في عدد من القضايا ، والذي يعنينا هنا خطابه بشأن دولة الاحتلال الذي يستحق التسجيل ، فقد كان مدويا في اسرائيل والهند وفي الغرب بشكل عام وتناولته مختلف وسائل الاعلام عبر العالم ، مع بداهة أن اأي خطاب غير مدعوم بالقوة سيظل ضعيفا ومنه هذا الخطاب ، إلا أن الصدق مع النفس كان لسان حال هذا الرجل التسعيني الذي - وكما يبدو - ادرك بأنه ربما يكون الخطاب الاخير له أمام العالم ، فأخرج كل ما في نفسه إبراء للذمة ، والاعمار - طبعا - بيد الله.
جى بي سي نيوز - الاحد 29-9-2019