إضراب المعلّمين: مَن يعتذر لمن؟
لا نُسبّح في حَمد الحكومة، أية حكومة، ونغالبها فنغلبها وتغلبنا، منذ سنوات وسنوات، وقد سبّحنا في حَمد نقابة المعلّمين والنقابات بشكل عام سنوات وسنوات، وأكثر من ذلك فقد كنّا من أوائل من دعوا إلى تأسيس تلك النقابة منذ عودة الحياة البرلمانية في العام ١٩٨٩ ،وكتبنا عشرات المقالات، وحين تمّ الالتفاف حكومياً على الأمر بتأسيس ناد للمعلّمين للعب البلياردو والسباحة كنّا أوّل من اعترض. نقف مع ضميرنا، ومع مصلحة البلاد والعباد، حتّى لو جلب لنا هذا خصومة مع حكومة أو نقابة، وفي مسألة العلاوات فلم نقصّر في الكتابة تأييداً لأنّنا نعرف كما الجميع كم هو مظلوم المعلّم في بلادنا، والآن نعلنُ والضمير مرتاح كما كان أنّ ما أعلنه الدكتور عمر الرزاز هو أقصى ما يمكن للحكومة أن تقدّمه. في آخر لقاء بين النقابة والفريق الوزاري المكلّف، قُبيل لقاء الرئيس مع الزميلة عبير الزبن، كان الناطق الرسمي للنقابة يقول للشاشات: على صاحب القرار الحكومي أن يحضر «المفاوضات» مع النقابة، وكان يقصد الرزاز بالطبع، ولكنّ ذلك كان وما زال شرطاً إستعلائياً، ولكنّ الرجل ردّ بالحديث أمام الرأي العام الأردني كلّه بما هو بالامكان، وليس هناك أبدع ممّا كان. الكلّ يعرف أنّ نجاح الدكتور عمر الرزاز في التربية والتعليم وزيراً، هو ما أوصله إلى رئاسة الحكومة، وفي يقيننا أنّ المعلّمين أنفسهم يعرفون أنّ الرجل يحرص على مصالحهم المالية من قلبه، كما هو حرصه على مستقبل الطلبة، وكما هو حرصه
على الإقتصاد الأردني الرخو وعمله مع فريقه على إنعاشه بمختلف السبل، وهي معادلات تتطلّب المشي على حبل رخو، ولكنّ كلّ ذلك ممكن، ودون تعنّت واستقواء من أحد على أحد. إعقل وتوكّل، ذلك ما كان أهمّ الوعظ المحمّدي العظيم، وذلك ما أعتقد أنّه كان عنوان حديث الرزاز، وكما قال: فللمعلّمين حقوقهم المؤكدة وقدّم لهم خطة طريق مؤكدة الوعد منذ أوّل تشرين بعد أيام، وقال أيضاً، وهذا أهمّ المهمّ: وللطالب حقّ دستوري في التعلّم، وأيضاً، وأيضاً: فكلّنا في قارب واحد، وبعد كتابة هذه الكلمات نسمع أنّ الإضراب على عهده، فنائب النقيب يعلن و«أركان الحرب» من حوله أنّه لم يعد مهتماً بالعلاوة حتّى لو لم تأت، بل بإعتذار حكومي عمّا حصل في الخامس من الشهر الحالي، فإذن فنحن لسنا أمام قضية مطلبية، بل موا?هة مفتوحة، وفي يقيننا أنّ على نائب النقيب أن يعتذر للطلبة الأردنيين، وليس العكس، وللحديث بقية!
الراي - السبت 28-9-2019