اردوغان والمنطقة الآمنة شمال سوريا .. معلومات استخبارية
اعتبر الرئيس الفرنسي دخول القوات التركية شمال سوريا بانه خطير ، كاشفا بانه علم بالانسحاب الامريكي من خلال تغريدة ترمب على تويتر ، الأمر الذي جعله يغلي غضبا .
فمن جهة ، دخل عضو الناتو ، الجانب التركي ، الى الشمال السوري ، بينما انسحب العضو الاقوى ، وهو الولايات المتحدة دون ان يعلم احد من الحلف بهذه التطورات ، مما الهب غضب الاوروبيين وخاصة الفرنسيين ، بينما زاد الطين بلة بالنسبة لماكرون هو انه لم يتمكن من اصدار بيان من مجلس الامن ، ولا حتى من الاتحاد الاوروبي بشكل جماعي .
وكما كانت الثورة السورية بمعناها الاشمل ثورة كاشفة لكل الخبايا والخفايا ، بحيث بات كل شيء واضحا كالشمس في رابعة النهار ، فإن هذه الثورة التي تآمر عليها العالم ، وحتى وهي في اضعف حالاتها كشفت حقيقة المطامع الاجنبية : تركية وغير تركية بأراضي سوريا ، بعد ان جعل نظام الاسد من هذا البلد العربي مكانا لقضاء الإرب إن لم نقل الحاجة ، سواء للروس او الايرانيين وميليشياتهم المسلحة تحت كل المسميات ، ولكن ابرز ما كشفته في الايام الاخيرة هي المطامع الفرنسية في ايجاد موطئ قدم لفرنسا في سوريا تحت مسميات شتى ، وهو ما قاله ماكرون صراحة حينما اعتبر ان قوة اوروبا يجب ان تعود من جديد الى المنطقة .
ولعل الغضب الذي انفلت من عقاله افلت معه لسان ماكرون الذي اضاف : بانه تبين بعد الاتفاق الامريكي - التركي بأن الذين فازوا في سوريا هم : الروس والاتراك والايرانيون .
واذا كان ماكرون علم بتطورات الوضع في سوريا من خلال تغريدة ترمب ، فإنه - بالتأكيد - سيفاجأ بما كشفه الاسرائيليون عن التطورات الاخيرة شمال سوريا ، حينما سربوا معلومات تعتبر في غاية الاهمية وذات مدلولات لها ما بعدها .
فقد كشف تقرير لموقع ديفكا الاستخباري ترجمه موقع جي بي سي نيوز : ان هناك تنسيقا روسيا - امريكا حول التطورات الاخيرة ، وبأن الطرفين ، بوتين وترمب ، تحدثا مع اردوغان في نفس يوم الاربعاء الفائت حيث دعا بوتين اردوغان لزيارة سوتشي ، بينما ابلغه ترمب بانه سيرسل اليه نائبه ووزير خارجيته للحديث عن العملية العسكرية التركية وانهائها ، وبالفعل حضر الى انقرة واجتمع مع اردوغان كل من نائب الرئيس مايك بنس، اضافة الى وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ، والمبعوث الخاص لوزارة الخارجية للشؤون السورية جيمس جيفري كما اتضح لاحقا .
واضاف التقرير بان هذا الامر هو المعلن في الأمر فماذا هو المخفي يا ترى :
وفق التقرير ، فإن بوتين حذر الرئيس اردوغان من ان الطائرات الروسية ستقوم بقصف الدبابات التركية في حال هاجم الجيش التركي قوات الاسد التي ستدخل مواقع قوات الحماية الكردية ، بينما تمحورت المكالمة بين ترمب واردوغان حول مدينة كوباني ومحيطها حيث طلب ترمب وعدا بان لا تدخل قوات اردوغان كوباني ولا القرى المحيطة بها ولا الطريق رقم 4 ، في حين طلب اردوغان من ترمب ان لا تدخل قوات النظام السوري للمدينة ، وكما قال التقرير ، فإن هذا الامر لم يكن بيد ترمب بل بيد بوتين لكون ميليشيات الاسد النظامية التي يطلق عليها مجازا " الجيش السوري " تعمل تحت امرة الروس وليس الامريكان ولا حتى الأسد نفسه .
وإذا كانت مباحثات بنس مع اردوغان اسفرت عن وقف العمليات العسكرية لخمسة ايام الى حين سحب قوات الحماية الكردية ، فإن احدا لا يعلم بالضبط ماذا ستكون عليه المباحثات بين بوتين واردوغان يوم الثلاثاء القادم ، ولذلك فقد استبق الرئيس التركي زيارته بالقول إنه سيناقش مع بوتين وضع قوات النظام التي دخلت المنطقة الآمنة ، في نفس الوقت الذي اعلن فيه مصدر في الرئاسة التركية أن توظيف قوات النظام في المنطقة لحماية مسلحي الوحدات الكردية سيعتبر اعلان حرب ، واللافت أن التقرير اكد بأن تنسيقا روسيا امريكا سيتم " طبخه " لما يمكن ان تسفر عنه محادثات سوتشي المرتقبة ، والتي ستكون حاسمة بخصوص التدخل التركي والمنطقة الآمنة التي تريدها تركيا على طول الحدود بعمق 40 كيلو مترا .
الكل يلعب في سوريا ، والذي يوشك على الخروج يقوم باستباق الاحداث ويعد نفسه من جديد للدخول بقوة كما يفعل الفرنسيون ، ولكن المضحك المبكي هو اطلالة بشار الاسد يوم الجمعة وحديثه عن ان الدخول التركي للشمال السوري هو احتلال .
صح النوم !.
جى بي سي نيوز الاحد 20-10-2019