إسرائيل تحرق لبنان
لم يخطر على بال الكثيرين بان تقوم سلطات الاحتلال الصهيوني، باستخدام الطائرات المسيّرة المزودة بالوقود بهدف اشعال الحرائق في الغابات اللبنانية والمناطق الحرجية ذات الاعشاب الكثيفة والحقول الزراعية ،واضرام النار فيها وتحويل الاراضي والفضاء اللبناني الى جحيم حقيقي ،بفعل النيران التي انتشرت وامتدت بسرعة لتلتهم مساحات واسعة جدا وتحول مئات الكيلومترات المربعة من الاشجار الى
رماد ،وكانت الحرائق يمكن ان تستمر لولا رحمة الخالق التي نزلت من السماء بتساقط الامطار ،الى جانب الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة والاجهزة المعنية في لبنان ومساهمة الاردن في اطفاء تلك الحرائق المفتعلة اسرائيليا.
لم يعرف احد اسباب تلك الحرائق التي اجتاحت لبنان فجأة ودون سابق انذار وفي وقت لا تحدث فيه الحرائق ،لولا تقنية الاقمار الاصطناعية لاحدى الدول العظمى التي كشفت الجريمة الاسرائيلية ونشرتها عبر السوشيال ميديا ،وفضحت الافعال الصهيونية المخزية التي استهدفت هذه المرة الغطاء النباتي للبنان الشقيق،فهي جريمة بيئية واخلاقية ونباتية وانسانية قبل ان تكون انسانية ،وهذه الجريمة تؤكد ان الحرائق التي حدثت في بعض الدول العربية في الماضي القريب ،حدثت بنفس الطريقة والاسلوب بتخطيط وتنفيذ اسرائيلي .
عندما فشلت سلطات الاحتلال في اشعال الفتنة الداخلية في لبنان ،لجأت الى اشعال الحرائق في جبال الشوف وغيرها ،بهدف اشغال لبنان بكوارث طبيعية كما يظن البعض ،ومنعه من المساهمة والمساعدة في تهدئة الاوضاع الاقليمية القريبة منه.
اشعال الحرائق في الدول المجاورة اسلوب جديد تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ،في سياق الحرب المستمرة التي تشنها على الدول العربية المحيطة بفلسطين ،والدول الاخرى التي تعتبر في حالة عداء مع الكيان المحتل الغاصب لفلسطين ،وهي طريقة جديدة بديلة في حال فشلت الخطط والجهود التخريبية الاسرائيلية في اشعال الفتن الداخلية ،الطائفية والدينية والعرقية وغيرها ،في الدول المستهدفة بهدف اضعافها وتدميرها.
تنفق دول العالم مليارات الدولارات سنويا ، من اجل الحفاظ على البيئة ،وتشكل الاشجار والغابات الحرجية العمود الفقري للتوازن البيئي في العالم واحد عناصر البيئة الرئيسة،ويعتبر الحفاظ عليها وحمايتها مسؤولية دولية وقانونية ،نظرا لاهميتها الكبيرة في مسيرة الحياة الكونية ،وتأثيرها الايجابي على صحة الانسان والحفاظ على انواع عديدة من الحيوانات والنباتات ومنعها من الانقراض ،الى جانب فوائد الاستمطار الطبيعي وانتاج الاوكسجين والتصدي لغاز ثاني اوكسيد الكربون ،وانتاج الاخشاب ،وغير ذلك من الفوائد ،التي لا يمكن حصرها ،لتأتي سلطات الاحتلال الاسرائيلي وتقوم بعملية ابادة مقصودة لملايين الاشجار المعمرة في لبنان،التي يفترض ان تهم دول المنطقة ودول العالم الاخرى .
ان معاقبة الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب هذه الجريمة البيئية ،واجب ومسؤولية دولية ،تقع على عاتق الدول والمنظمات والهيئات الدولية المعنية بقضايا البيئة والسكان ،التي لا يجوز لها ان تصمت على هذا الفعل الذي يستهدف التوازن البيئي العالمي.
الدستور -