الأردن على قلب القائد
تجلت الوحدة الوطنية الاردنية بأبهى صورها وجميع ابناء الشعب الاردني يستقبلون المحررين هبة وعبدالرحمن ،اللذين عادا الى ارض الوطن احرارا بكرامة وكبرياء،وقد دخل الفرح كل بيت على امتداد مساحة المملكة ،ولم يغفل اي مواطن متابعة اخبارهما لحظة بلحظة وتتبع خطواتهما منذ خروجهما من المعتقل حتى وصلا جسر الملك حسين وعانقا الحرية على تراب الوطن في احضان ذويهما وبين ابناء شعبهما .
معنويات هبة وعبدالرحمن كانت عالية جدا ،ولم تهتز قواهما رغم الاعتقال والتعذيب والعزل الانفرادي والاضراب عن الطعام ،ويبدو انهما كانا مطمئنين تماما بسبب ثقتهما المطلقة بأن للاردن قائد فذّ لا يتخلى عن ابناء شعبه ،ولا يسمح بأن تهان كرامة اي اردني اينما وجد .
وقف الشعب الاردني خلال محنة هبة وعبدالرحمن وقفة عز وفخار ،صفا واحدا ملتفا حول قائده العظيم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ،مجسدا اروع صور التلاحم الوطني الداخلي ومؤكدا قوة النسيج الوطني العصيّ على الاختراق والتفريق ،واظهر بعفوية صادقة التماسك الاجتماعي الذي يتميز به المجتمع الاردني ،الذي يتعاطف مع بعضه البعض في الضراء ويفرح جماعيا في السراء ،وهذا ما حصل في اللحظات الاولى وحتى الان عند الافراج عن هبة وعبدالرحمن.
لا يوجد قائد على مستوى العالم يحظى بالاجماع والتأييد الشعبي الذي يحظى به جلالة الملك ،فلا خلاف في هذا البلد على القائد والوطن ،ومن القائد يستمد الشعب عزيمته وقوته ومعنوياته وثقته بالمستقبل وان القادم افضل ،كما لا يوجد زعيم عالمي كثير التواصل والاتصال والاندماج مع ابناء وطنه مثلما هو جلالة الملك ،الذي يزور المواطنين على الدوام ويلتقيهم في منازلهم ومضاربهم ومؤسساتهم ومواقعهم ،وبالنسبة للاردنيين فان القائد هو عنوان الوطن وعنوان الحرية والكرامة والشموخ وعنوان الوحدة الوطنية والامل بمستقبل مشرق ومزدهر.
مرة اخرى يرسخ الاردنيون حقيقة في غاية الاهمية ،مفادها ان جميع الطرق نحو زعزعة صفوفهم مغلقة ،وان اي محاولات في هذا الاتجاه ستبوء بالفشل وستلقى نفس المصير الذي دفن اخرى سابقة.
لن تستطع اصوات شاذة قليلة تصدح دون اي صدى ،ان تؤثر على مسيرة الوطن الواثقة والثابتة بقيادة مليك نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه وامته والانسانية جمعاء،وسيبقى الاردن ارض العز والمجد والوفاء والامن والامان بقيادته الشجاعة والحكيمة.
السبت -