الانتخابات الجزائرية
هل تتجاوز الجزائر ازمتها بانعقاد الانتخابات الرئاسية اليوم، وما هي المعايير الحاكمة والضابطة التي من خلالها يمكن استشراف نتائج العملية الانتخابية.
من الواضح ان نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع ستكون عاملا مهما ومؤشرا قويا على مسار العملية السياسية التي ستسير فيها البلاد مستقبلا خصوصا ان خيار الانتخابات دعمه الجيش الجزائري بقيادة رئيس هيئة الاركان قايد صالح، فالجيش الجزائري متحفز لتجاوز حالة الفراغ الدستوري وغير معني بإجراء تعديلات جوهرية على الدستور او النظام السياسي اذ اكتفى بالطاحة بالرئيس السابق بوتفليقه وحاشيته ورموز حزبه وعلى رأسهم اخوه سعيد وملاحقة الفاسدين المرتبطين بتلك الحقبة.
الجيش اعتبر ان محاكمة رموز العهد القديم ستسمح بتجاوز الازمة، الامر الذي اعترضت عليه اغلب القوى السياسية التي وضعت شروطا تستبق الوصول الى الانتخابات الرئاسية متماهية مع حراك الشارع الذي تؤكد الانباء تراجع زخمه في الشارع خصوصا بعد ان شهدت الايام القليلة الماضية استجابة ضعيفة للاضراب الذي دعت اليه القوى المدنية، فحالة الترقب اتسعت لتشمل الشارع الجزائري الرافض للمسار السياسي.
انتخابات اليوم ستكشف عمق الازمة في الجزائر وحقيقة الانقسام في الشارع الجزائري فإما ان تمثل مرحلة جديدة بقيادة سياسية جديدة قادرة على قيادة البلاد واستيعاب القوى السياسية المناهضة لآلية التعامل مع المرحلة السياسية التي مرت بها الجزائر، واما ان تقود الى مزيد من التعبئة والاحتشاد والاحتقان المتراكم تشبه الايام والاسابيع والاشهر التي استبقت الاطاحة بالرئيس السابق بوتفليقة.
الانتخابات الجزائرية تمثل اختبار حقيقيا الا أنها حلقة في سلسلة ستطول تتخللها محطات سياسية تتبع الاعلان عن نتائج الانتخابات ونسب المشاركة وتليها محطات سياسية لاختيار الحكومة وملاحقة الفساد وهي محطات من الممكن ان تعود بالجزائر الى نقطة الصفر التي بدأت من عندها في شباط فبراير من العام الحالي.
ختاما: ما يحدث في الجزائر يؤكد ان الانتخابات ليست المحطة الاخيرة للانتقال السلمي بين مرحلة بوتفليقة وما بعدها بل هي المحطة الاولى التي ستؤسس اما لصراع طويل في الساحة الجزائرية او لبداية جديدة لمصالحة ستطول فصولها وتتعدد محطاتها.
السبيل - الأربعاء 11/ديسمبر/2019