صفعة «بنسودا»..!
لم يتلق الكيان الصهيوني صفعة مدوية منذ نشأته والى اليوم، كالصفعة التي وجهتها منذ ايام، مدعية محكمة الجنايات الدولية « بنسودا».
فهذه الصفعة النوعية-ان جاز التعبير- فاجئت العدو، الذي اعتاد، وتعود ان يكون بعيدا، وفي مأمن من المساءلة والمحاسبة الدولية، بفعل « الفيتو» الاميركي، الذي اسهم وبشكل ظالم ومجحف في تعطيل كافة القرارات الدولية التي تدين العدو، لا بل شجعه على الاستمرار في مقارفة الجرائم، وعلى الاستمرار في الارهاب .. وشن حرب التطهير العرقي على شعب اعزل، منذ سبعين عاما وعاما، ولا يزال.
صفعة «بنسودا» كانت بمثابة الزلزال الذي هز مفاصل الكيان الغاصب من الاعماق، وجعله يصحو مذعورا .. خائفا، وقد وضعه ولاول مرة منذ اغتصابه فلسطين.. وجها لوجه امام المجتمع الدولي، وامام الملاحقة، والعقوبات الدولية، ولن يكون مصيره بافضل من مصير مجرمي صربيا، ومجرمي راوندا وبروندي ..الخ، مؤكدا وفي عبارة موجزة، ولكنها موجعة جدا ..» لقد ولى زمن عدم المساءلة والمحاسبة « الى غير رجعة..!!
لم يستطع قادة العدو التستر على خوفهم وفزعهم الشديد من قرار « بنسودا» فوجهوا لها التهم «العداء للسامية»، مشككين بنزاهتها وصدقيتها .. محاولين وبكل السبل زرع الطمأنينة المزيفة في القلوب المرتجفة، ولكن عبثا يحاولون... فيد هذه المحكمة طويلة جدا... وستصل الى جميع المجرمين، وسيطال التحقيق كل الاسماء التي أمرت، ونفذت الجرائم الصهيونية.
حاول العدو ان يقلل من اثر هذا القرار، على اعتبار ان دولة العدو ليس عضوا في المحكمة « لم توقع على ميثاق روما».. شأنها شأن اميركا، كما ان فلسطين لا تزال عضوا مراقبا في الامم المتحدة، ونسي او تناسى ىانها انضمت الى المحكمة والى كافة منظمات الامم المتحدة..
ومن هنا..
فرغم ما اثاره ويثيره العدو من حجج غير مقنعة.. الا ان حالة الخوف التي لبسته، تؤكد ان التحقيق مع المتهمين في الكيان الصهيوني سيتم، وان كافة ادعاءات العدو باطلة .. ولن تحول دون ملاحقة المتهمين وفي كل انحاء العالم، وهذا ما جعل اليهود في اكثر من «100» دولة قلقين جدا، خوفا من ان تطالهم يد العدالة، ويساقون الى المحكمة،ليلاقوا جزائهم العادل.
العدو اصبح مرعوبا يحسب حساب كل خطوة يخطوها ..
ففي الاخبار ان الارهابي «نتنياهو» قرر تجميد ضم الاغوار، خوفا من عقوبات «الجنائية الدولية» .. وان وزير ما يسمى بالامن « بينيت» قرر عم ازالة قرية» الخان الاحمر « خوفا ايضا من رد فعل المحكمة المذكورة..
حالة الهستيريا والرعب التي تسيطر على الكيان الصهيوني تفرض على القيادة الفلسطينية المضي قدما في تقديم الملفات والوثائق التي تدين العدو، وقد قدمت حتى الان «80» ملفا. .ابرزها ملف الاستيطان وملف التطهير العرقي وكلاهما يحظيان بقرارات دولية تعتبر الاستيطان مخالف للشرعية الدولية وجريمة ضد الانسانية، وتعتبر التطهير العرقي جريمة من جرائم حرب الابادة القذرة..
باختصار..
نامل ونتمنى ان لا يلاقي قرار «بنسودا» مصير قرار قاضي التحقيق في جرائم غزة «غولدستون» ..وان يساق مجرمو الكيان الصهيوني للجنائية الدولية.. ليلاقوا مصيرهم المحتوم..
الدستور -