الموت بالزمن أمريكي
في 14 فبراير 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مع 21 شخصًا من مرافقيه، كان الحريري عنواناً للسنة في لبنان، وسداً ضد إيران، لكن التفاهمات انتهت بتصفيته، وغطيت القضية بفعل الزمن وانتهت وقبلت العائلة بقاء الحريرية السياسية مقابل دم الشهيد.
لاحقاً وفي 30 ديسمبر 2006 وفي صبيحة عيد الأضحى شنق صدام حسين رئيس العراق الذي وقف ضد إيران في المنطقة وكان جبلاً يحول بينها وبين بلاد العرب، إذ أرهقها صدام وأعياها تعباً وحرباً، لكن الضحية كان من ورائه العراق الذي سقط لعبة بيد إيران اليمنى، كما سقطت لبنان بعد الحريري لعبة بيدها اليسرى، ولاحقا توالى التمدد الإيراني في المنطقة.
لطالما تجول قاسم سليماني في العراق وسوريا معلنا النصر تلو النصر، تحول الرجل إلى سيف إيران البتار في الشام والعراق ولبنان، وكان شعار مقاومة أميركيا والموت لها ولاسرائيل لا يرتفع إلا في إيران واليمن ولبنان وساحات أخرى تدين لايران وسليماني ولاءً ومالاً.
انتهت ورقة سليماني، كما انتهت أوراق كثيرين في المعسكرين، وأمريكا دوماً تبحث عن انتصار، وفي قتل سليماني رسائل عديدة للحراك في لبنان وفي العراق وللعم بوتين وللسيد أردوغان بان السيد القابع في البيت الأبيض يستطيع إن أراد انهاء الحروب واشعالها، وها هو يضيف لقتلاه بعد البغدادي وبن لادن قتيلاً آخر.
منذ عام 1980 وسليماني يحارب لأجل الثورة وتصديرها ومقاومة اعداء بلده، وموته سيعظم التوتر، وسيغدق على امريكا المزيد من المال والمهمات، لحفظ الأمن في المنطقة من ثأر أيراني بليغ توعدته إيران لامريكا.
ترى أمريكا ان كل من يخالفها يجب الخلاص منه، سواء بثورة إن كان زعيم دولة، او بقتله بعد ملاحقة مديدة كما سليماني. والأرجح أن خسارة سليماني أكثر فداحة عند المعسكر الإيراني ولا نقول الشيعي لأن من الشيعة من هم عرب أقحاح لا يؤيدون إيران في مساعيها في العراق وسوريا ويبغضون سليماني.
النهايات الامريكية للقادة من خصومها، سواء اسامة بن لادن او صدام او البغدادي، رغم تحفظ البعض على إقران صدام بهؤلاء متعددة، فصدام كان رئيس دولة ألغيت وحدتها وتذررت وانهار أمنها بعده، والحريري كان اكثر من رئيس حكومة طوائف، بل كان رجل لبنان المتوج ومعيدها بعد الخراب لتكون بلداً قابلاً للحياة فتمت تصفيته.
الدستور