"المستقلة للانتخاب" والمهمة الكبيرة
105 أيام تحتاجها الهيئة لتكون جاهزة ليوم الاقتراع بعد ما تصدر الإرادة الملكية بإجراء الانتخابات.
الهيئة تدرك أن أكثر مهماتها حساسية هي إقناع الأردنيين بأهمية المشاركة السياسية عبر ممارسة حقهم الانتخابي.
يدرك معالي رئيس الهيئة الدكتور خالد الكلالدة وفريقه النشيط أن تلك ليست مهمة سهلة خصوصا مع التجربة السلبية التراكمية للمواطن الأردني التي شكلها خلال الانتخابات السابقة خاصة تلك التي سبقت تشكيل الهيئة.
أضف إلى ذلك تجربة المواطن السلبية جراء ضعف المجالس النيابية السابقة، و"انبطاحها" أمام السلطة التنفيذية، ما جعل الكثيرين يعزفون عن المشاركة في الانتخابات.
وهنا يمكن الحديث كذلك عن استحواذ الأسباب العشائرية والمصلحية على النسبة الكبرى لأسباب ذهاب المواطن لصندوق الاقتراع، ما جعل نسب المشاركة في المدن الكبيرة (عمان والزرقاء، وإلى حد ما مدينة إربد) ضعيفة؛ نظرا لغياب الثقل العشائري أو المصلحة أو المال "الأسود".
الخلفية السياسية والحزبية للكلالدة تساعده على إدراك أهمية انخراط الأردنيين من كافة المنابت والأصول في المشاركة السياسية عبر النشاط الانتخابي، لكن عليه أن لا يجعل من تجربته تلك معيقا عن تفهم وتقبل ملاحظات وانتقادات الأحزاب للهيئة أو للإجراءات الانتخابية، من باب أن الأحزاب دائمة الشكوى.
إن أهمية بناء ثقة المواطن الأردني بالعملية الانتخابية عامل أساسي في بناء ثقة المواطن الأردني بمؤسسات الدولة.
والهيئة حسب رئيسها قادرة فنيا وإداريا على ضمان انتخابات نزيهة بشكل عام، وهناك إمكانات فنية ولوجستية جديدة.
فهل اللقاء الذي جمع الكلالدة بعدد من الإعلاميين وكتاب الأعمدة اليوم هو تسخين للانتخابات؟
الهيئة تتحدث أن اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجريها الهيئة مع شركاء العملية الانتخابية. ومع ذلك فإننا نعيش أجواء انتخابات اقترب استحقاقها الدستوري.
بقي أن نقول إن نزاهة الانتخابات تنتهي بإجراءات الهيئة الانتخابية ليوم الاقتراع، لكنها تبدأ بقانون انتخابي عادل ونزيه وممثل وقادر على إنتاج مجلس نيابي يعبر حقيقة عن تطلعات الأردنيين وهمومهم.
السبيل - 28-1-2020