عن ظهر فقر
يعجبني عصفور التين الذي وجد له مكانا في المثل الشعبي الأردني، إذ حينما يرغبون في وصف كائن دائم الشكوى والتذمر يقولون انه مثل عصفور التين (بوكل وبنين) ... عصفور يجيد الأكل والشكوى والأنين حتى يكثر لحمه وتنتفخ أوداجه ويتكاثر، فتسمح جمعية حماية الطبيعة باصطياده خلال مدة محددة من العام، فلا تعترض هيئة الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن، ولا دول التحالف.
شجرة التين بالمناسبة تختلف عن الأشجار الأخرى في ان ثمرها يظهر ويبرعم قبل الورق، وإذا ظهر الورق قبل الثمر فإن الفلاح إما ان يتجاهلها أو يقطعها لأنها من جماعة (الثمر أولا) .... وإذا ظهر الورق قبلا فلن تثمر.
الشعوب مثل أشجار التين يبدأون باقتناص ثمارها قبل ان يورق شجرها. إذ يجبون من آبائنا-ربما قبل زواجهم حتى -رسوما جامعية على كل معاملة صغيرة -حتى لو كانت طلب كمّن قرش من صندوق المعونة-، والغريب انه لما نكبر فإننا لا نستطيع دخول الجامعة وإذا دخلناها ندفع الآلاف، بينما يأكلون ثمار آبائنا وأجدادنا ولا يتركون لنا حتى الأوراق اليابسة!!
هذا مجرد مثل ساذج، فهم يمتصون الجميع من الولادة حتى استصدار شهادة الوفاة، بل بعدها أيضا برسوم استصدار شهادة الوفاة وأمر الدفن ورسوم الدفن. ولا داعي للتفاصيل فأنتم تحفظونها عن ظهر فقر.
عصفور التين وزملاؤه هناك جمعية وطنية تحميه وتسمح بقتله، فقط، في اوقات محددة، أما نحن فإنهم يقتنصوننا في كل زمان ومكان...
الدستور