هل وصلنا إلى مرحلة اليأس؟!
كلنا يعلم ان التفاؤل شكل من اشكال الايمان وان التشاؤم شكل من اشكال اليأس، وعلينا ان لا نفكر فيما يصعب تصوره او التفكير به، بل علينا ان نتصرف بحدود المعقول والمنطق.
فنحن دوماً مع الامل في زمن اليأس الذي يعتري شعوب كثير من الدول المجاورة، والامل هبة علينا ان لا نتنازل عنها لانه قوة علينا ان لا نفرط بها، وهو بمثابة تحدي الينا وعلينا ان نكون مدركين للواقع والامكانيات وحجم التحديات، وان نسعى جاهدين لبناء مستقبلنا بكل اهتمام ومسؤولية انه الايمان العقلاني للوطنيين المخلصين.
ونحن نعلم ان هناك وبسبب العديد من الظروف الخارجة عن الارادة، وبسبب العولمة وما صاحبها من تغول عالمي على مقدرات واقتصاديات الدول النامية، جعل هناك يأسا لدى الكثيرين من رجال اعمال او مستثمرين لكن يجب ان يكون هذا بمثابة يأس عقلاني لكافة العوامل والظروف التي قست علينا، وان لا تنعكس علينا لنصبح سلبيين.
لان ذلك مدمر للنفس بحد ذاته ومثبطٍ للعزيمة، او ان نخضع للانصياع الانهزامي ونحن نشاهد الكثير من الشخصيات والاشخاص، يعتلون المنابر ليعروا الوطن من أسفله الى اعلاه وكأنه كتلة فساد واننا باتجاه الهاوية، وحجم الاقتراض تجاوز السقف المسموح به، وهروب التجار والمستثمرين، والوضع من سيء الى أسوأ، والناس تهرب لشراء المنازل بدول اخرى او الهجرة.
ان سلوك هؤلاء ليس امتداداً لإيمانهم بل امتداد لعدم اكتراثهم لمستقبل هذا الوطن، ان المتفائلين هم اولئك المؤمنين بعقيدة السير المتواصل نحو الامام نحو الانجاز، وان نبني لمستقبل اولادنا واحفادنا دون اشعارهم بنهاية هذا الوطن كما يتحدثون، وهم يعيشون في رفاه اجتماعي لكن يفتقدون للمنصب الساعين إليه، نحن لسنا بحاجة لرسائلهم التشاؤمية، وعلينا ان نتجاوز الفكر اليائس وان نتحرر من قيود الاوهام ونسلم بضرورة احداث تغيرات اصلاحية جوهرية وأن نحول الازمات الى قصص نجاح.
وحيث ان وضع الشعوب للدول المجاورة وصل الى مرحلة الانفجار، فان الامر لا يستدعي الاصغاء الى الغوغائيين الذين يستهويهم الهدم والدمار والذين تصلبت قلوبهم على وطنهم.
الدستور