نعود بحذر إلى مقار العمل
في ظل التوجه العالمي لاستئناف العمل في مختلف القطاعات، بعد إجراءات الإغلاق، بسبب جائحة كورونا، التي استمرت قرابة ثلاثة شهور، تطرح أسئلة عديدة حول أفضل الممارسات التي ينبغي لأصحاب الأعمال والمستخدمين اتباعها لوقاية أنفسهم وبيئة العمل من خطر الوباء!
وقد طرحت العديد من الجهات المعنية بالموارد البشرية تصوراتها بهذا الخصوص، فاقترح بعضها إعطاء الأولوية لفتح القطاعات التي لا يمكن فيها اعتماد العمل عن بعد، والعودة التدريجية للعاملين، مع استبعاد الفئات الأكثر عرضة للإصابة بكورونا من حيث العمر أو السيرة المرضية، أو من يتولون رعاية أخرين، وتشجيعهم على العمل عن بعد، وتطبيق المسح الحراري على العائدين، وسؤالهم عن احتمالية تعرضهم لشخص مصاب، أو وجود فرد مريض من العائلة في المنزل، أو وجود الأعراض المميزة لفيروس كورونا عليهم!
أما داخل بيئة العمل، والتي تتصف بقدر كبير من الخصوصية، فقد كان من المثير للإعجاب ما قامت به بعض الجهات في بداية الأزمة من احترازات صحية، وكيف أوضح مدير منظمة دولية أثناء وضع آليات العمل عن بُعد بــ: "سلامة العاملين أهم عندي من أية نتائج مرحلية أو نجاح أو فشل الحملات والأنشطة الموسمية، وسلامة العاملين هي مسئولية الجميع وعلى رأسهم الإدارة التنفيذية، وليست مهمة الموارد البشرية فقط".
مع دخول مرحلة التعايش مع الوباء هذه الأيام أصدرت العديد من الجهات الرسمية أدله إرشادية مهمة لموظفي القطاع الحكومي والخاص، ومنها بروتوكولات الأعمال الإدارية والمكتبية الصادر عن وزارة الموارد البشرية و العمل في السعودية، تحت شعار" نعود بحذر"، وأيضا شعار "عودة أمنة" في الكويت كما جاء في وثيقة "خطة العودة التدريجية للحياة الطبيعية"، وفي الأردن صدر دليل بعنوان خارطة طريق العودة للعمل بعد جائحة كورونا، وكل هذه الإصدارات وغيرها متوفرة مجاناً على شبكة الإنترنت، كما تناولت مقالة هارفرد بزنس ريفو مؤخراً الموضوع بعنوان" ثمانية أسئلة يجب على أصحاب العمل طرحها حول إعادة فتح الأعمال"، ويلاحظ أن هذه المصادر تشترك فيما تقدمه من توصيات، والتي يمكن أن نشير لبعضها هنا بإيجاز.
ينبغي تقسيم المساحات بما يسمح بتباعد العاملين بستة أقدام، مع تزويدهم بالأقنعة الواقية، ومنع الطوابير قدر الإمكان، وتناول الوجبات بشكل فردي، والتشجيع المستمر على غسل اليدين.
كما يوصى بتقسيم غرف الاجتماعات بما يحقق التباعد الاجتماعي، واعتماد الاتصال عن بعد في حال ضيق المكان، حتى بالنسبة للمتواجدين داخل المبنى، ويمكن استخدام مقسمات زجاجية للفصل بين إدارات العمل المختلفة.
ويجب على العاملين استخدام مناديل مطهرة بانتظام على الأسطح المشتركة مثل الطابعات المشتركة، وعدم مشاركة المعدات المكتبية مثل لوحات المفاتيح أو سماعات الهاتف!
وفي حال تعرض بيئة العمل للوباء، أو الاشتباه بإصابة فعليه مغادرة مكان العمل وطلب الفحص أو الرعاية الطبية، مع تطويق المناطق التي استخدمها الشخص لفترات طويلة في الأسبوع الماضي وتطهيرها وتهويتها، وتحديد من أمضوا أكثر من 10 دقائق ضمن مسافة ستة أقدام من الشخص المصاب خلال اليومين السابقين لظهور الأعراض، ويجب على هؤلاء أيضاً مغادرة مكان العمل، والحجر الذاتي ومراقبة الأعراض حتى 14 يومًا بعد تعرضهم الأخير.
ستساعد التوصيات الكثيرة المهمة المبثوثة في هذه الأدلة المنشورة على حماية الموظفين والمجتمع وسمعة جهة العمل وأخيراً تضمن انتقال أكثر سلاسة لعودة أمنة إلى مكان العمل.
السبيل