سياسة النواعير !!!
ان نفس الفرد لأي انسان موجودة بطريقة مادية في الاتصالات العصبية المختلفة في بعض المراكز الموجودة في المخ، وهي تحت تأثير كهربائي كيميائي مستمر، ومكونات النفس عاطفة وسلوك وتفكير متشابكة وتحليل وفرز ابتدعتها الحياة في مراحلها ووثباتها المتعاقبة، وتطورها المتواصل وفق موجات وذبذبات متفاوتة الطول والقصر في السعة والسرعة، تلتقط هذه الموجات الحواس الظاهرة من بصر وسمع الذي يتأثر بها الانسان.
فعالم الحشرة التي تدب على الارض وتسعى في الظلام الحالك يختلف عن عالم الطير الذي يسبح في الفضاء المضيء، ويُستعمل قرع الطبول مع تصفيق الايادي في الحفلات والمناسبات، لاثارة الحضور ولعملية التفريغ العقلي والنفسي، يستجيب لها الكثيرين خاصة من يستهويهم الرقص على انغامها.
لذلك نجد ان هناك من خارج الوطن ومن يساندهم من داخل الوطن متخصصين بقرع الطبول، لوجود الاذن الصاغية لما يقولون من شتى المعلومات الواردة ليلاً في الظلام لينشروها عبر الطيور في الفضاء، لتؤثر نفسياً بالمعلومات المغلوطة الورادة من هنا وهناك على نفسية المواطن وكأن الوطن يحارب الفساد بالفساد وكأن الوطن مستنقع من الفساد ويجب ان تكون فتح ملفات الفساد من مستقبلات مفرحات النفوس للمواطن وهي مضادات للاكتئاب، والتي يجب ان تؤدي الى البهجة نحو طريق الاصلاح وطمأنينة المواطن بالجوهر العملي وليس بالطقوس النظرية والاعلامية، ولا يصبح الوسواس صفة متلازمة لدى المواطن.
اننا لا نستطيع ان نخلص من الفساد بكافة اشكاله بوجود من يتعمد التجاوزات الادارية والمالية، فالتعيين الخاطئ على مبدأ المحاباة يضر بالمعين في مكان عمله ويضر بالوطن ويخلق سلوكيات سلبية داخل العمل، والفساد المالي مهما كان نوعه واسلوبه لم يعد هناك من يحميه او يغطيه فآجلاً او عاجلاً سينكشف ونتائجه كثيرة وكبيرة.
وها نحن كل يوم نسمع من يتحدث به من كل حدب وصوب حتى مرضنا نفسياً، فعلينا ان نحمي الوطن ونحافظ عليه وأن نعزز الولاء والانتماء بمواجهة كافة اشكال الفساد والمفسدين.
وان لا تكون ممارسة المسؤولية نابعة من الشهوة واللذة، والهم الوحيد هو البقاء على الكرسي كالمدمن الذي همه كيفية الحصول على المادة المخدرة، فنجد ان كل طرح تعديل او تغيير الاسماء تتهافت من كل المصادر الاعلامية، لترشيح من يدفعون لهم لتسويقهم بعد ان ذقنا الامرين بفترة توليهم المناصب، وعبثيتهم الادارية المالية.
فهل هي سياسة نواعير المياه التي تغرف من الاسفل وتفرغ بالأعلى لتعود لتغرف من الاسفل وهكذا، ام أننا سنشهد حياة وسياسة جديدة، ليعم الري بالتنقيط كافة المحافظات بكل كفاءة واقتدار وتوزيع عادل لمكتسبات التنمية وتفعيل حقيقي للمجالس اللامركزية وغيرها.
فهل سنشهد تغيرات جذرية لقيادات جديدة ذات كفاءة وانتاجية ام سيبقى التداول على المناصب محصورا في شخصيات دوارة.
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة.
الدستور