أزمات تتوالى
دخلنا العيد وخرجنا منه وهو لاهب بكل تفاصيله ! الطقس حدّث ولا حرج؛ أزمة المعلمين تزداد سخونة؛ كورنا تحلّق ولا تبتعد؛ تسمم شاورما بأعداد مهولة أصبحت حديث العالم؛ فساد دجاجي من النوع الذي لا يمكن السكوت عنه؛ قتل عائلي في أكثر من مكان؛ قصص يتصاعد فيها العنف بطريقة توحي أنك يجب ألاّ تقول لأحد : السلام عليكم أو مرحبا ! تخاف أن تكون هذه الجملة بداية الشرارة بينك وبين من تلقي عليه التحيّة..!.
مجتمع يتصيّد لبعضه؛ وأنا لا أعمّم ولكنّي أتكلّم عن الظلال التي تمّ إلقاؤها علينا. تشعر أنك مستهدف من الشجر والحجر والبشر؛ تشعر أن الدجاج يناديك كي يفتعل معك مشكلة؛ أن الشوارع تؤشّر عليك: هيّو هيّو ! فتهرب سريعاً كي لا تُصاب بأذى..!
من الذي لديه القدرة العجيبة على توزيع هذه الكيات المهولة من الفساد البشري دون أن يرمش له جفن؟ ألم يفكّر للحظة أن من الضحايا قد يكون ابنه أو أحد أقاربه؟ ألم يفكّر بأن الألم الذي فينا يكفينا وزيادة ولسنا بحاجة لمن يفتح لنا قنوات جديدة من العذاب..؟!
العيد المأزوم مرّ؛ ولكن الأزمات باقية وتتدحرج وتكبر والقلب ما عاد يحتمل..قليلاً من الاستراحة من عناء كلّ شيء؛ لأن القادم أخطر.
الدستور