نحتاج «ثقافة الكمّامات» قبل ارتدائها !!
حين يتم القبض على ( 73) شخصا حاولوا الهرب من مواقع الحجر الصحي !! وحين يتم ضبط أشخاص يضعون الكحول في أنوفهم لضمان سلبية الفحوصات !! وحين يتم كسرالاسوارة الالكترونية من قبل محجورين !! الى آخر هذه التصرفات السلبية والامثلة عليها كثيرة، وغيرها ماثل للعيان من سلوكيات تنم عن عدم مراعاة لا لأمر الدفاع ( رقم 11 ) منذ صدوره ولا حتى لمعايير الصحة والسلامة العامة .. فماذا يمكن أن نسمي كل تلك التصرفات؟
للتخفيف من حدة المشهد ووصفه بمسميات قد تستفز البعض او تزعجهم أخفف الوصف الى أنه « نقص ثقافة الكمّامات « وهي رمزية الى اننا لم نصل بعد الى ان الكمامة باتت ضرورية كما القميص الذي نرتديه أو حزام الامان الذي نضعه حين نقود مركباتنا « طوعا او انصياعا لقانون المرور «، وانه يجب على الجميع الحيطة والحذر فالامر لا يحتمل العودة الى الوراء، لا صحيا ولا اقتصاديا، واذا كان البعض يخفف من حدة الاصابات المحلية التي تزايدت خلال الايام القليلة الماضية على أنها اما لمخالطين او لقادمين عبر الحدود البرية، فان ما ينذر بالخوف من تزايد تلك الاعداد ما نشهده من لامبالاة في التجمعات سواء في الاسواق او المولات او المطاعم، وبدلا من خلق سلوكيات تنم عن حرص على الصحة والسلامة، ظهرت « ابداعات « للالتفاف على أوامر الدفاع وقوانين الصحة وانظمتها، ومثال على ذلك استبدال اقامة حفلات الزواج في الفنادق او الصالات او القاعات باقامتها وبأعداد كبيرة في « المزارع» !، وبالطبع باعداد تفوق الـ» 20» شخصا فهل هكذا تدار الامور؟!
جلالة الملك يوم امس وخلال ترؤسه اجتماعا لمجلس السياسات الوطني وبحضور سمو ولي العهد تحدّث وبكل صراحة ووضوح - كما دائما - بأن « صحة المواطن وسلامته في مقدمة الاولويات «، داعيا للحفاظ على نجاحات الاردن في التعامل مع كورونا، لان الحفاظ على تلك النجاحات سيساهم في الحد من الآثار السلبية على الاقتصاد الوطني، واستثمار تلك النجاحات في الحفاظ على الصحة والسلامة ستبقينا « منطقة خضراء « لدول الاقليم والعالم، وستساعد على جذب السياحة العلاجية واستثمارات نحن في امس الحاجة اليها في هذا الوقت بالذات.
علينا دور كبير في وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية والرقمية، من أجل نشر الثقافة الصحية و من اجل الالتزام بتعليمات السلامة العامة، وهذا الدور مطلوب ايضا من كافة الجهات الرسمية، وتحديدا الاعلام الرسمي وكافة الوزارات وخصوصا وزارات الشباب والثقافة والصحة وغيرها، ومن منظمات المجتمع المدني بطبيعة الحال النسائية والشبابية وغيرها.
واعتقد جازما انه لا بد وان تتضمن الشعارات الانتخابية للراغبين بالترشح الى انتخابات المجلس التاسع عشر في تشرين الثاني المقبل شعارات تحث وتنمّي وتشجع ثقافة الصحة والسلامة أو « ثقافة الكمامات « ما دام في ذلك انقاذ وحماية ووقاية لنا ولأهالينا ووطننا وصحتنا واقتصادنا، وأن نأخذ - وبالقوانين وأمر الدفاع 11- على يد كل من يتعمد بسلوكياته الخاطئة - الى حد الخطيئة - ارجاعنا الى الوراء مضرّا بصحتنا واقتصادنا لا قدّر الله.
الدستور