مقاطع مثيرة لكنها ليست غريبة
مقاطع الفيديو التي انتشرت كالنار في الهشيم لعمليات إطلاق نار ابتهاجا بفوز مرشحين مثيرة حقا، ففيها كم كبير من السلاح، يرافقه كم كبير في الفرح، وكأن الناس كانت تنتظر مناسبة كهذه للتنفيس بعد فترة إغلاقات كورونا ومنع الجاهات وحفلات الأعراس.
بالمناسبة فقد مر ذلك اليوم والحمد لله دون إصابات، باستثناء إصابة فتاة في الكرك بطلق ناري في الفخذ، وهذا يدل على أن مطلقي النار كانوا محترفين، طبعا هذا لطف من الله أولا وأخيرا.
أيضا شاهدنا طفلا محترفا يطلق النار من سلاح أوتوماتيكي يكاد يكون أطول منه. بالفعل كان منظرا مثيرا. كان رابط الجأش. ثابتا لم تهزه قوة السلاح الذي بين يديه، وربما لو شاهده مخرجو أفلام الأكشن لتعاقدوا معه.
بالمناسبة فهناك أطفال كثيرون يتم تعليمهم على استخدام السلاح على الجانب الآخر من النهر، وذلك تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال الصهيوني. هل تعرفون الأهداف التي يتدربون عليها؟
رغم كل تلك الإثارة التي حملتها تلك المقاطع، إلا أن أيا منا لم يستغرب حدوث ذلك، فهذا أمر متوقع جدا، واحتمالية حدوثه تكاد تكون 100%، بل إن الغريب أن البعض تفاجأ من تلك المقاطع وكأننا نعيش في سويسرا!
ملف الأسلحة تماما كما ملف الزعران والبلطجية، كما ملف المخدرات، كما ملف الرشاوى والواسطات، كما ملف سرقة السيارات، كما ملف المناطق الخارجة عن السيطرة، كما ملف الملاهي الليلية، كما ملف الفساد. ملفات يعرف الجميع بوجودها، ولديهم الكثير من الشواهد عليها، لكنهم لا يتحدثون عنها علانية!!
وبمناسبة الانتشار الكثيف للسلاح في البلد، المعلومات المتوافرة لدي تقول إن الأردن ليس من البلدان المصنعة للأسلحة، فمن أين حصلنا على كل تلك الترسانة؟! وكيف دخلت البلد؟!
السبيل