الخصاونة والتحدي الواحد والخمسون
عرض نائل الكباريتي رئيس غرفة تجارة الاردن هموم التجار، واستفاض الحضور في عرض مطالبهم التي قاربت الخمسين، تعلق بعضها بخفض الضرائب والرسوم والفوائد وطرق تحصيلها، وشملت دعوات إلى مساواة القطاع التجاري بالصناعي في رسوم الكهرباء. ولم تغب السياحة والمعابر عن المشهد، والاتفاقات التجارية مع تركيا، والاستيراد من سوريا كذلك.
مطالبٌ تعلق بعضها بالجمارك والترانزيت، وبعضها الآخر بالأجور و"الضمان"، كما عرجت على ميناء العقبة وساعات الحظر والجُمع؛ قائمة طويلة تحوي الكثير من التفاصيل.
خمسون مطلبًا وشكوًى أمكن رصدها تقل او تزيد بحسب طريقة الحساب وطبيعة التفاصيل الواردة والمادة الصحفية والاعلامية المتوفرة.
مطالبٌ استمع لها رئيس الوزراء بشر الخصاونة بعد أن أشاد بالقطاع الذي أمد السوق والمستهلك الاردني باحتياجاته، عارضًا نسبة مساهمة القطاع التجاري والخدمي في الناتج القومي المقاربة 54%، وتشغل ثلثي العمالة في الاردن.
وفي الوقت الذي اكد فيه رئيس الوزراء استقرار الوضع الوبائي، وحضور النية لمراجعة الإجراءات المتبعة لمكافحة وباء "كوفيد- 19" في 30 كانون الاول الحالي، كان وزير العمل غارقًا في عرض تفاصيل حزمة الدعم لما يزيد على 170 ألفًا من المواطنين، مؤكدًا التزامه بالحلول والأفكار التي تبناها قبل توليه منصبه، مرفقًا ذلك بوعد التنحي في حال فَشِل في تنفيذ رؤيته.
العمل والبطالة المطلب الواحد والخمسون إنْ صحت الحسابات وعملية الرصد لفعاليات يوم امس الأحد؛ فالبطالة هي المبتدأ والخبر لهذا اليوم، محور كل شيء إن لم تبدأ بالدوران فستبقى البلاد عالقة في أزمة طويلة لا فكاك منها؛ ذلك أن الإجراءات والمطالب والحلول المقترحة لا معنى لها إن لم تنعكس على ارقام البطالة ومعدلاتها الصاعدة؛ فالقوانين والمقترحات والإجراءات إن لم تسهم في كبح معدلات البطالة فهذا يعني وبشكل قطعي أنها تخدم مصالح ضيقة، ولفترة محدودة، وتستنزف موارد محدودة وغير مستدامة، في ذات الوقت استفاض الوزير قطامين في شرح محاذيرها واحتياطاتها المتخذة، باعثًا الطمأنينة في نفوس المتخوفين والمتوجسين.
العجزعن كبح جماح البطالة مؤشر على غياب الرؤية الشاملة للتعافي، والنهوض بالاقتصاد خلال الأعوام الأربعة القادمة؛ فالبطالة المعيارُ الحقيقي للتعافي الاقتصادي والاجتماعي، وما دونها أزمةٌ اقتصادية ممتدة لا علاج لتداعياتها الاجتماعية والسياسية، وهو ملف سيكبر بمرور الوقت تتجاذبه مصالح متنازعة بين القطاع العام والخاص؛ حيث الوصول إلى معادلة متوازنة يمثل تحديًا كبيرًا تعكسه فعاليات يوم واحد تَصَدَّره الخصاونة والقطامين.
السبيل