الشعب العربي وين ؟؟!!!!
لا نملك الا ان نردد صرخة الفنانة العربية اللبنانية الملتزمة جوليا بطرس « الشعب العربي وين « ؟؟!.. في ظل هذا الغياب المؤرق، والخطير.. وغير المبرر.. لشعبنا العربي. فالاحداث والتطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها كافة الساحات العربية من الماء الى الماء، هي أحداث جد خطيرة .. وربما الأخطر في تاريخ الامة، وتاريخ اقطارها.. بلا استثناء.. لانها احداث وتطورات تستهدف ببساطة اجتثاث هذه الامة.. وتحويلها الى مجرد دويلات متنازعة.. متقاتلة.. متناحرة.. وكأننا نعيش في عصر ملوك الطوائف بالاندلس من جديد.. ونهايتها التراجيديا المعروفة.. وقد جسدتها عبارة ام عبدالله الصغير « ابك مثل النساء ملكا مضاعا.. لم تحافظ عليه مثل الرجال «»!!.
المفكر العربي اللبناني تنبأ بمصير هذه الامة ..» امة سادت ثم بادت»..!! اذا بقيت مرخية العنان لخلافاتها.. تعيش مناخات «داحس والغبراء»..!! في الجاهلية الاولى..
ولعل الاجابة على السؤال الاهم في هذه المرحلة...كيف تحول العدو الى صديق ؟؟
تختصر المأساة التي حلت بالامة.. وقد انطلت الرواية الصهيونية الملفقة على البعض فصدقها.. وكذب الرواية العربية.. الصادقة.. الامينة.. الموثقة..التي تتكىء على التاريخ الامين.. وتستدعي الشواهد.. الزاخرة بالبينة.. وتستمد صدقها من القرأن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
لقد اعتمد البعض على مقولة دهاقنة الصهاينة وفي مقدمتهم كيسنجر اليهودي ابن اليهودية « بان رضا البيت الابيض يمر عبر رضا تل ابيب» !! عنوانا لسياسته.. وما درى ان ساكن البيت الابيض..كما هو حال القرصان «ترامب» لا يصدق.. ولا يوثق به، ولا يعتمد عليه.. فهو كل يوم في حال.. ما دام لا يؤمن الا بالمصلحة.. ولا يتقن الا السمسرة.. فالمليارات هي التي تتحكم بشهيقه وزفيره.!!
وأصبحت الجغرافيا العربية مستباحة، من قبل الدول المحيطة بها.. وقد اغرى الضعف العربي.. والتتابذ والتناحر العربي هذه الدول.. فاصبحت تتنافس وتتصارع لملء الغياب العربي..والسيطرة على الموارد العربية..
ليت هذه الانظمة رجعت الى الوراء قليلا.. الى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.. وكانت هذه الدول لم يزل عودها غضا لم يقو بعد ..فعهدها بالاستقلال قريب.. ولكن وحدتها، والتفافها حول مشروعها القومي النهضوي الذي رفعته مصر-عبدالناصر.. جعل منها قوة كبيرة..مؤثرة.. فاعلة تهابها دول الجوار.. ويخشى منها العدو الصهيوني.
هذه الوحدة انعكست على حركة الشارع العربي من الرباط وحتى مسقط، فكانت هذه الجماهير تسد الفضاء.. وتهدر بالحق فتصم اذان المعتدي بندائها الخالد « الله اكبر «.
ولا باس في هذا المقال من الاشارة الى حادثة في ذلك الزمن الجميل.. عندما اعلن العمال العرب مقاطعة السفن والطائرات الاميركية.. ردا على رفض عمال ميناء نيويورك نفريغ حمولة السفينة المصرية «كليو بترا»... مما اجبر اميركا على التراجع عن موقفها.
هذه الجماهير هي من زحفت في الخرطوم وفي كل العواصم ترفض الهزيمة وتعلن» لا صلح.. لامفاوضات.. لا اعتراف بالعدو الصهيوني..» وكانت هي وراء معارك الاستنزاف ووراء الانتصار المجيد في حرب اكتوبر 73، ووراء توظيف البترول العربي في معركة العرب المصيرية..
مؤمنون استنادا الى تاريخ هذه الامة. الزاخر بالانتصارات والهزائم ايضا.. ان ما يطغى على السطح هو امر غير طبيعي... امر مرحلي.. عارض.. شانه شأن موجة «الكورونا».. لن يطول وسيزول.. لتعود كما كانت.. تتمرد على الذل والهوان.. وتطرد الغزاة والمحتلين والمطبعين.. كما طردهم صلاح الدين..لتعود كما اراد لها الباري «خير امة اخرجت للناس». «فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض» صدق الله العظيم.
الدستور