رجعوا الأرجيلة
كورونا الاردنية خلفت حقائق مسكوت عنها ومنسية.
1-مئات الاف من الاردنيين المتعثرين والمطلوبين ماليا ينتظرون على الدور دخول السجون مطلع العام المقبل.
2- الاف من اصحاب «المطاعم والمقاهي والكافي شوب» دخلوا في نزاعات قانونية مع المالكين لعجزهم عن سداد الاجور المستحقة عليهم.
3- بقدر ما ان هذا الوباء قاتل وفتاك لصحة الانسان،الا ان تداعياته الاقتصادية والمعيشية اخطر واشد رعبا، تدمير اقتصاد الارجيلة ومنع تقديمها خلق ازمة غير مسبوقة للاف من المقاهي والكافي شوبات وغيرها من المرافق السياحية التي تضررت من قرار منع الارجيلة، واغلبها اغلقت ابوابها.
4- من تضرر حقيقة من كورونا الاردنية هم الفقراء ومحدودو ومتوسطو الدخل، واردنيو الاطراف المنسية، وفيما الاغنياء حافظوا على ثرواتهم، بل ازداد تراكمها وتضخمها.
5- لقد اكد وباء كورونا ان العلاج والخدمة الطبية طبقية. ولا صحة لكل ما يقال عن عدالة العلاج وعدم التمييز.
6- بقدر ما أن كورونا اصبحت حقيقة والاعتراف بالاصابة ليس عيبا ولا جرما اجتماعيا واخلاقيا، فان كثيرا من مصابي كورونا وخاصة من «علية القوم « يخفون اصاباتهم.
7- فتاوى كورونا، لربما ان الاردن اكثر بلد في العالم انتج مشايخ طبية لكورونا، ومن خارج اهل الاختصاص والدراية والعلم في الاوبي?ة والفايروسات واللقاح، هواة ومتطفلون على علوم الطب حجزوا مساحات واسعة في الاعلام والسوشل ميديا، وليفتوا بما لا يفقهون !
8- مرة اخرى اكرر القول ان كورونا عرت شبكة الامان الاجتماعي الاردني. وما خلف الفايروس من تداعيات اجتماعية ومعيشية تفوق الوصف والذكر، ويعاني منها الاردنيون يوميا، ودخلت دون استئذان بيوت الناس دون استثناء. فقد تبين ان شبكة الامان الاجتماعي ثقوبها واسعة ومتهاوية، وان الشبكة دون خلفية فكرية تميز العمل الاجتماعي عن الخيري، وان الثقافة المتحكمة به التسول والترجي والاحسان.
9 اعياد الميلاد لهذا العام، ونتقدم بالتهنئة و المباركة للاخوة المسيحيين، فانهم سيحتلفون وحيدين ومنعزلين. وكما يبدو لا سبيل لغير هذا الحال، من العلم ان مطلع العام القادم قد يحمل اخبارا سارة لاعادة الحياة والغاء قرارات الحظرالشامل والليلي، والاغلاق الجزئي والكلي.
10- العالم شبه اتفق على نجاعة اللقاحات المعلن عنها، الامريكي والالماني والصيني والروسي. والاردن من الدول التي وصلها اللقاح.و السؤال الملح هنا عن عدالة توزيع اللقاح وتقديمه للمواطنين دون تمييز او استثناء، ولكل المقيمين على الاراضي الاردنية، ولابد من التنبه ان الرواية الطبية الاردنية حول اللقاحات مازالت ركيكة ومترددة وضعيفة، وقد يوسع هذا من شريحة الرأي العام المضاد للقاح.
وما اود ان اختم به الدعاء وتمني الشفاء لكل مصابي هذا الفايروس القاتل. واطلب وانا خارج قبل ايام من تجربة الاصابة بالفايروس اللعين بالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي والتعقيم، والحرص على حياتك وحياة الاخرين.
الدستور