وداعاً جسر ماركا
ظل صامدا حتى انهالت عليه الآلات الضخمة لتسويه في الأرض.
إنه جسر ماركا؛ ومَن مِن أهل الزرقاء والمفرق لا يعرف جسر ماركا! إنه علامة فارقة في الطريق بين الزرقاء وعمان! لا يمكن لك أن تمر تحت هذا الجسر دون أن تتمعن في تفاصيله! ليس إعجابا في هندسته المعمارية فهو جسر عادي جدا! ولكن لأن المرور من تحته يحتاج إلى وقت طويل! فأكثر ما يميز ذلك الجسر هو الازدحام الكبير، فهو يشكل عبئا يوميا على آلاف المواطنين الذين يسلكون الطريق يوميا.
مَن مِن أهل الزرقاء ليس له ذكريات مع ذلك الجسر! كم منهم لم يتأفف ويتبرم عند اقترابه من الجسر!
المطالبات بحل مشكلة جسر ماركا لا يقل عمرها عن 25 سنة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
ظل التحديث والتطوير يطال مناطق عمان، لكن الجسر الحزين بقي على حاله، ولسان حال أهل الزرقاء يقول: ليس لنا حظ، وليس لنا من يتحدث باسمنا.
لم أستطع العثور على تاريخ دقيق لبناء الجسر، لكن بالتأكيد كبار السن يعرفون ذلك، فقد شهدوا بناءه كما نشهد اليوم هدمه وإنشاء بديل له.
مع ذلك فقد خدم الجسر عشرات السنين، لكن ذلك لم يشفع أن يهتم أحد بتاريخ بنائه! تماما كما الكثير من الشخصيات التي خدمت البلد بإخلاص وتفان لكن بصمت، فقد رحلوا بصمت دون أن يتذكرهم أحد، ودون أن يخط أحد كلمة عنهم.
السبيل