ما بعد هجوم الكونغرس.. عودة ساندرز وخطة مارشال ألمانية
مديح جو بايدن في خطابه الاخير زعيم التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز قفزة كبيرة تؤكد ان تيار اليساري والتقدميين سيحظى بمكانة مميزة في ادارة بايدن. زخم ما كان له ان يكون لولا هجوم الكابيتل هيل الغوغائي الذي قاده انصار ترمب .
فبعد ان رجحت التقارير والتقديرات أن بايدن يعمد لاحتواء التيار التقدمي تجاهله في التعيينات الجديدة داخل إدارته، متجنبًا استفزاز القوى اليمينية والمؤسسات السيادية في الولايات المتحدة الامريكية.
جاء مديحه واشادته بمنافسة السابق على منصب الرئاسة في الحزب الديمقراطي في سياق الرد على التيار اليميني الشعبوي الذي استنفر أتباعه لدعم ترمب في مواجهة الكونغرس الامريكي.
قفزة نوعية لجو بايدن ما كان لها ان تكون لولا الهجوم الشرس الذي شنه اليمين والشعبويون على الكونغرس الامريكي واقتحامه في محاولة لتعطيل عمل الكونغرس الامريكي في التصويت على نتائج الانتخابات الامريكية؛ فالهجوم وَلَّد ردود فعل رافضة الهجوم الغوغائي على مبنى الكونغرس، وإدانات واسعة طالت كافة المؤسسات والقوى السياسية الامريكية وفرت لبايدن فرصة ذهبية لتعزيز مكانة التقدميين، والتلويح بإشراكهم في النظام السياسي وفي إدارته الجديدة، متجاوزًا المحاذير التي من ضمنها موقف ساندرز العدائي للكيان الإسرائيلي.
ما حدث في الكابيتل هيل من الممكن ان يمثل نقطة تحول مهمة في ادارة ترمب؛ إذ بات من الممكن ان يعزز من مكانة اليسار التقدمي الذي يقف على رأسه بيرني ساندرز المعروف بمواقفه الصلبة في مواجهة القوى اليمينية، والأهم موقفه من القضية الفلسطينية، ليفتح الباب نحو انعطافة معقولة في ملف القضية الفلسطينية قادرة على فتح الباب من جديد للقوى المناهضة الاحتلال الصهيوني للنشاط والفعل على الارض الامريكية، وعلى رأسها حركة مقاطعة البضائع الامريكية بي دي اس BDS.
ما يحدث في الكابيتل هيل من المكن ان يفتح بعض الابواب المغلقة في امريكا، ومن الممكن ان يفاقم من ازمة بعض القوى الداعمة التيار اليميني والإنجيلي المتطرف في امريكا في الوقت ذاته؛ وهو ما يفسر مسارعة نتنياهو إلى إدانة ما حدث في الكابيتل هيل.
تأثير لم يقتصر على نتنياهو والتيار اليميني، إذ بات من الممكن ان يمتد التأثير نحو القوى المناهضة الديمقراطية؛ فوزير خارجية ألمانيا هايكو ماس سارع إلى التقاط الحدث بدعوة إدارة بايدن لتشكيل تحالف لدعم الديمقراطية في العالم عبر خطة مارشال جديدة ستقضُّ مضاجع كثير من دول المنطقة العربية وإفريقيا؛ فربط المساعدات بالديمقراطية يمثل كابوسًا لبعضها.
ألمانيا ودول الاتحاد الاوروبي تحاول الاستفادة من زخم الحدث الامريكي في دعم التوجهات المناهضة اليمين والشعبوية، والاهم القوى المناهضة للديموقراطية في العالم. انعطافة باتت جديرة بالمراقبة؛ للتعرف على زخمها، وعمق تأثيرها ومداها الزمني والمكاني داخل أمريكا خارجها؛ فارتدادات ما حدث في الكابتيل هيل ما زالت قيد الرصد والبحث والتقييم، ولم تحسم مساره بعد.
السبيل