«أبو الحسين «..حُبّه سنّة مباركة
نحتفل اليوم بعيد ميلاد حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وهو تعبير عن حبنا واخلاصنا لعرشه المفدى، وفي ذلك سنّة مباركة أصلها من أصول الإيمان، وهي أن محبة «آل البيت « سندها أساسه من صحيح الدين وهي محبة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
في 30/يناير 1962م،زف لنا الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه بشرى مولد ابنه البكر عبدالله، وشكل ذلك فرحا في نفس والده ،وبشرى لامته والناس أجمعين،والاحتفال بعيد ميلاده هو استذكار لسيرته الطيبة وأفعاله وقراراته وهو سنة محببة ومباركة،كما اننا نرصد صفاته وخصاله وتمايزها عن غيره من القادة والملوك والحكام، ومنها الصدق والإيمان بخدمة شعبه ووطنه وأمته،واعانة المبتلين والإحسان إلى الجيران، فنسيم ميلاده يتجدد بحديثنا عنه، وبما يحببنا بسيرته وصورته الرائعة في قلوبنا جميعا.
الإحتفال بعيد ميلاده سنة محببة ومباركة، ذلك أن أصول الإيمان هي الركائز الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وكما ورد في حديث جبريل عليه السلام :» أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،وتؤمن بالقدر خيره وشره «، واذا قاربنا المسألة في الإيمان بالرسل جميعا وخاتمهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، نجد أن المحبة واجبة شرعا، وأنها فرع من الأصل وهو الإيمان، والبركة صفة لازمت المحبة طوعا لا كرها، ومن هنا يمكننا القول أن الإحتفال بعيد ميلاد قائدنا هي سنة محببة ومباركة وفرع من أصل الإيمان عند كل مسلم غيور،يضاف عليها أن مليكنا هو سليل دوحة نبوية صحيحة النسب والانتساب عرقا ودينا لرسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
من خصال مليكنا المفدى «أبو الحسين « هو الايمان والصدق ،وما تحتفظ به ذاكرتنا في هذا السياق، هو إصراره على انتزاع أرضنا في الغمر والباقورة من الصهاينة وإنهاء الملحق الخاص بهما في معاهدة السلام وبصماته في كل مناحي الحياة ظاهرة..كما في التعليم والصحة والعلم والمعرفة والإستثمار في بناء الإنسان ، ونستذكر قوله في صون كرامة الإنسان الأردني،وتحسس همومه ومشاكله، فقد كنا نراه يباشر بصورة متكررة بتوجيه الحكومات والمسؤولين لتلبية احتياجات الناس، وكان بنفسه يذهب إلى الريف والبادية ويتحسس هموم شعبه ولا يتوانى عن إعانة المبتلين، فهو قدوتنا وسيدنا، والاحتفال بمولده يوجب علينا حبه والإخلاص لعرشه، وذكر مناقبه وصفاته،فنحن مأمورون أن نقرن اقولنا بافعالنا، وأن يكون حبنا لآل البيت وعميدهم الملك عبدالله الثاني حفظه الله، هو كصدقنا وحبنا إلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
من خصال مليكنا المفدى هو الوفاء والإحسان إلى الجيران، فقد عرفناه بشحاعته ونبرة صوته وتحديه لكل من يحاول العبث بامننا واستقرارانا، وكنا نراه صلبا صلدا في الدفاع عن قضايا أمته وخاصة فلسطين، وكنا نلمس صدق رؤاه في توفير كل متطلبات الحياة للاجئين السوريين وكل من وطات قدماه أرض مملكتنا الحبيبة، فالاحسان إلى الجيران نراه اليوم صفة لازمت شخصيته، فكان الزعيم الأوحد في صون كرامة كل العرب ممن يقيمون بيننا، نتقاسم وإياهم لقمة العيش الكريم.
حبنا إلى مليكنا «أبو الحسين « المفدى..موصول بالدعاء إلى الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة وهو في أتم الصحة والعافية، وأن يمدد في عمره وأن يزد في حساناته وأعماله الخيرة، فهو خير خلف لخير سلف، وحبنا دائما موصول إلى آلله بالدعاء أن يحفظ قائدنا وأن يكلل بالنحاح كل مسعى له، وأن يبارك له في بيته وأسرته وولي عهده الأمين الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله، وحبنا له مقرونا بالقول والدعاء والعمل بمواصلة الاحتفالات بعيد ميلاده، فهو بشرى خير على وطننا، وبشرى محبة بيننا زرعها والده الباني، وبشرى نستنير به طريق الخير ،فهو القائد وهو الملك المعزز، ومعه وبه نعلي الراية في ربوع وطننا الغالي، وحبنا لجلالته أبدي، نجدد العهد له، ونواصل معه حمل الراية مؤمنين برؤاه في خدمة أمتناووطننا، ونحن نرى فيه سيرة العظماء من السلف الصالح.
في عيد ميلادك سيدي نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقامكم السامي، ونسأل الله جلت قدرته أن يحفظكم برعايته وأن يديم عليكم الصحة والعافية،كما نرفع إلى مقام رفيقة دربكم رانيا العبدالله «أم الحسين « أسمى آيات الشكر بهذه المناسبة الغالية على وطننا، ونسأل الله أن يديم علينا خيمة «آل هاشم « في مئويتها الثانية والتي تزامنت مع احتفالاتنا بعيد ميلادكم الميمون، وأن يمدد راية الثورة العربية إلى جوارنا في القدس وكافة بلاد العرب والمسلمين، فمحبة آل البيت « توجب علينا الاحتفال بمحبة آل بيت رسولنا وسليل دوحتهم المباركة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.
الدستور