فشل المجتمع في مواجهة كورونا
لا شيء ابلغ من فشل الناس في حماية انفسهم، او في وقف الانهيار المستمر لقيم الجماعة، والحماية من الشر، وكورونا كلها شر، قوضت حياة آلاف من الأسر ممن فقدوا أربابهم ومعيليهم، أو فقدوا اعمالهم او عزيز عليهم، او اضطروا للهجرة.
نعم احالت الجائحة حياة الآلاف لا بل الملايين لما هو أسوأ، وما هو كارثي، حزن وفقر ونضوب في المال، وصرف للمدخرات، وربما القادم أسوأ، وللأسف ما زال البعض يثير الشكوك ونظرية المؤامرة.
الحكومات خسرت أيضاً، الموارد الضريبية شحت، والإنفاق الصحي زاد، والرواتب باتت عسيرة التوفير، وللأسف ثمة من يشكك بالأثر الاقتصادي، وثمة من هو مستمتع بالعطل وساعات الحضر والدوام الجزئي. لا بل إن البعض يتعامل مع الأمر كرحلة، وهو يتقاضى كامل راتبه.
فقدنا ليس المال، وليس موارد الدولة قلت وحسب، بل إن انسانيتنا تضاءلت، حين استهتر البعض بشروط الحظر وهو مصاب، او تجاهل سبل الحماية واطاح بابرياء فنقل لهم الفايروس بفعل وليمة او دعوة مفتوحة، نعم فقدنا قيم كثيرة، لا بل اكتشفنا ان ثمة قيما لا وجود لها، وأن الوطنية التي كان يجب ان تبرز بالانصياع للقانون وتعظيم عمل الدولة وصمودها وانجازها، كانت مجرد قشرة نتلحف بها كاغنية وطنية بائسة هزيلة الكلمات.
نعم كانت الاخطاء فادحة، وكي لا يرى البعض أننا نلوم المجتمع، نقول لم تقتصر الاخطاء على المجمتع، فاحيانا كان هناك أخطاء لمسؤولين، وكانت نتائج الاخطاء والاهمال فادحة، من حدود جابر إلى حادثة الخناصيري إلى توزيع الخبز بالباصات، كانت ثمة عدم وعي وقلة خبرة.
لا نقول المجمتع عديم القيم، بل إن فيه الخير الكثير، لكن حالة صندوق همة وطن الذي لم يبلغ حد المائة مليون، تكشف عن قلة الوازع الخيري وبخاصة عن رأس المال، فما يضير البنوك التي تربح كثيراً،والتي تحصد ارباحا سنوية أكثر من مائة مليون واكثر من التبرع بربع الارباح، وما يُضير من يربح من 50 -70 مليون ان يتبرع بالربع، وهكذا.
نعم كان هناك ضعف وبؤس وتراجع وانعدام خبرة، لكن المجتمع كان يجب عليه ان يكون أكثر وعيا، لا أن يواجه الجهد الوطني بجلب المطعوم بالتردد والتشكيك به، كان يجب ان نقف خلف الوطن، وان نعينه، وان نعرف بان ثمة قطاعا خاصا وعمالا تهاوت حياتهم ونقصت مواردهم، ويجب ان ندعمهم بالالتزام بتعليمات الحماية والوقاية، لا أن نبدد كل ذلك الجهد الكبير بالامبالاة والاهمال والتشكيك والخروج على القانون.
الدستور