استقالة
استقالة المسؤول السياسي تقليد غربي بامتياز، إذ إن الاستقالة بحد ذاتها لا تعني التقصير بقدر ما تعني تحمل المسؤولية الأخلاقية أمام الرأي العام الغاضب عما جرى، لذلك فإن الاستقالة عادة ما تسبق أي تحقيق، وربما خرجت نتائج التحقيق مبرئة تماما ذلك المسؤول.
الاستقالة في العالم الثالث كانت من رابع المستحيلات، حتى لو تسببت حادثة بوفاة العشرات بل المئات، وهناك عشرات بل مئات الأمثلة؛ والسبب هو أن السلطات في تلك البلاد تنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة تماما؛ من زاوية الهيبة، فهي ترى أن أي استقالة جراء أي حادث مهما كبر سيضر بهيبة النظام الحاكم، وسيجرئ الناس عليه في المستقبل.
على أن التقليد الغربي بدأ يتسلل شيئا فشيئا إلى دول العالم الثالث، خصوصا تلك الدول التي تعلن أنها تسير في ركب الديمقراطية.
محليا بتنا نعتاد على استقالة المسؤول بعد كل حادث يهز الرأي العام، ولم تعد تلك الاستقالات تشكل علامة فارقة أو أمرا مثيرا، بل إن كثرتها على هذا النحو دون أن نرى محاسبة حقيقية تدعو للقلق، وقد ينظر إليها على أنها نوع من الاستعراض والتنفيس.
السبيل