جُملَتَان و سؤال !
( 1 )
« الجملة ُ المفيدة ُ « وقعها شديد ٌ على المتفرّجين ، لذلك يمرّون في جوارها مسرعين من دون التفات ، ظنّا ً منهم أنها ثقيلة وتقتضي منهم الانتباه والتأمّل والمشاركة !
المفردة المفيدة صعبة إلا ّ على الصابرين المتأملين الذين يجوبون الأنحاء بحثا ً عن موقف ٍ في الحياة وحياة في الموقف !
كثير من الناس يهربون من الكلمة الواضحة إلى « الهرطقة « أو إلى « كلام لا يضرّ ولا ينفع « !
الكلام موقف ، وغير ذلك هباء و ضحك على الذقون .
( 2 )
هل نلزم لردم الفراغ !
كثيرون منّا يصارعون هاجسا ً غريبا ً يقول لهم أنّهم مجرّد « جزء من كُتل ٌ لــ ِ حشو الفراغ وملئه « ، أو « أجساد تملأ المقاعد ، لكي لا تبدو الأماكن فارغة « ، أو « جزء من « ورشة جاهزة للصراخ والعويل « في ضرورة أو بغير ذلك .
كثيرون منّا تسكنهم هواجس مشابهة ، ولكنهم يكابرون و يتغاضون ويعشقون « القوالب « التي يوضعون فيها !
كثيرون منّا لا يزيدون عن كونهم مساحات لإسناد المشهد ، وحين ينفضّ المولد يرجعون إلى بيوتهم من الدروب الفرعيّة المعتمة .
و من كانت رأسه توجعه ، يمكن له أن يلمسها أو يتركها كما هي أو يغرق في النوم .
( 3 )
والسؤال !
لسنا في حاجة إلى كثير ِ جهد ٍ وعناء ٍ لكي نكتشف هذا الفيض الكبير من صفات « الحكمة والوقار والتقوى و الاتّزان « التي يتمتع بها الناسُ في بلادنا ، وذلك عبر ما يُبَت ّ ُ و يُكـْتَبُ و يُقالُ و يُذاعُ و يُهْتَفُ به هنا وهناك .. ويـُضاف إلى ذلك كلّه حجمٌ كبير ٌ من « اصطلاحات و مفردات تدعو إلى التفاهم والاحتكام إلى لغة العقل والمنطق و تغليب المصلحة الأخلاقيّة العليا بيننا « !
لكن ، و هذه الـــ لكن مفتوحة على سؤال كبير :
إذا كنّا نمتلك مثل هذه القيم و السلوكات والصفات و عندنا ما نقوله و نفعله و لدينا هذا الحجم الكبير من الأتقياء الأنقياء و أهل الثقة والحكماء والناصحين و المصلحين والعقلاء ، فلماذا يقع بيننا كلّ هذا التناحر و لماذا يدهمنا الافتراق و لماذا كلّ هذا الخراب ؟
الدستور