ذنوب
ارتكاب الخطيئة ذنب واحد، أما الإعلان عنها فهو ذنوب كثيرة.
الإعلان تحريض على ارتكاب الخطيئة، وذنب جديد يضاف على كاهل المستهتر الأول.
كما يقول الشاعر الإنجليزي شارلز في مجموعة شعره «الليل»: الخطيئة ليست خطيئة إلا إذا عرضت للعيان، بل الخطيئة إذا أخفيت عن الناس.
لعل المقصود أن الذنب «الفردي» أخف وأبسط لأن صاحبه يحمله وحده، دون أن يجعله إعلاناً يشد الناس إليه.
جريمة الإعلان أيضاً أنه يجعل الخطايا أموراً عادية، ويضع مرتكبيها في زمرة البشر المحترمين.
بمعنى آخر يزيل الحياء، حتى يصبح السفه والوقاحة صفات مقبولة.
كما يقول الشاعر العربي:
ورب قبيحة ما حال بيني وبين ركوبها إلا الحياء!
غواية الناس هي من مهام الشيطان الرجيم كما يقول القرآن الكريم «إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ».
والشيطان يأمر الناس بواسطة جنوده من البشر، الذين يدعون الناس إلى الخطايا، ويمهدون السبل إليها.
وقال في حق الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين الناس، وهددهم بالعذاب الأليم «الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
المجتمع الفاضل يجب أن ينبذ هؤلاء، ويتعامل معهم بالازدراء. وبهذا الأسلوب يحمي أبناءه وبناته من الإنزلاق.
جنيف، يناير 1999
الدستور