كلاشيهات يومية
. وعلى ذكر الحيل اللغوية، فإننا نستخدم في أحاديثنا وسواليفنا وهرجنا وحواراتنا جملا استعراضية أو انتظارية متنوعة، تكشف أحيانا عما نريد أن نقول. مثلا، فإن عبارة (بدّك الصدق والا ابن عمه؟) التي تتأتى على صيغة سؤال، تكون على الأغلب مقدمة لكذبة بالحجم العائلي تغطيها مسبقا بإجابة المستمع المتوقعة تماما بأنه يريد الصدق.
عبارة اخرى نستخدمها تقول (شو بدّك بطولة السيرة)، وهي على الأغلب ايضا تغطية لقصة مملة جدا نسردها على مسامع الآخر ونحاول ان نغطيها بالقول بأن ما نقوله هو ملخص للسيرة فقط لا غير.
عبارة ثالثة مثل (.. وما كذبت خبر) يقولها المتحدث ليشرع في استعراض بطولاته التي هي وهمية على الأغلب، ويبدأ بالعرط تحت مظلة عدم تكذيب الخبر.
أما (ما علينا)، فتقال بعد أن تشل عرض الاخرين بسواليف فارغة، ثم تتذكر بأنك لا علاقة لك بالموضوع، وبأنه ما قلته ليس موضوع الحوار أصلا ولا فصلا.. بالمجمل قلت ما تريد أن تقوله، في الوقت الذي ترغب فيه، ثم تحاول تغطية اعتداءاتك على آداب الحوار بـ(ما علينا).
أما (لا يروح فكرك لبعيد) فالمقصود فيها على الأغلب أن (يروح فكرك لبعيد) إذا كنت نسيت وتناسيت او تغابيت أو لم تكن تتابع الموضوع بجدية.
(ماشفتلك وإلا).. هذه عبارة لإضافة التشويق على الحدث الممل الذي ترويه للآخر، وهي تساعد على طرد اشباح النعاس التي شرعت تدور حول خفون السامع.
(انته لسه ما بتعرفني)، وهي عبارة يقولها الشخص عندما تنمسح بكرامته الأرض ولا يستطيع الرد على الآخر إلا بهذه العبارة التي لا تعني شيئا على الإطلاق،
ومثلها عبارة (بفرجيك) التي تطلقها بعد أن توكل كتلة وبدن مرتب. إنك تهدد العدو بالمستقبل على طريقة العرب في الرد على الغارات الإسرائيلية، حيث يصيغونها بعبارة أنهم سيختارون الزمان والمكان المناسبين.. ولم يجدوا بعد لا الزمان ولا المكان المناسبين.. يا لسوء الحظ!!.
بدك الصدق وإلا ابن عمه: مقدمة لكذبة من «الحجم العائلي»، مغطاة جويا وبحريا وبريا بإدعاء الصدق بناء على طلب السامع.. وبعديها لقّي عن راسك.
الدستور