الزّمارُ يعزف لحنَ من يدفع !
تحتل الميليشيات الطائفية المسلحة شوارعَ لبنان، بحجة أنها ستحرر شوارع فلسطين من الغاصبين الصهاينة.
والميليشيات المسلحة، التي تسيطر على شوارع لبنان، وتعبث بشوارع العراق واليمن، لا تنبت من الرعد والهواء ولا تعيش بلا حبل سري وتمويل خارجي. والتمويل الخارجي، يا بتوع الممانعة، في كل حالاته بلا استثناء، لا يكون صدقةً ودعماً لوجه الله، بل يكون استثمارا وأوراق تفاوض ومساومة وفتنةً لوجه الشيطان، تنطبق عليه القاعدة العالمية: «إنّ من يدفع للزّمار، يفرض عليه اللحن».
يعلن السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، منذ سنة 1992، أن تحت إمرته 100 ألف مقاتل مدججين بالعتاد، مهددا بهم، نظيره أمير الحرب سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية منذ سنة 1994.
وحسب تصريح تلفزيوني شهير، فقد أعلن السيد حسن نصر الله، أن نظام الولي الفقيه الإيراني، يدفع تكاليف حزب الله (مقدرة بنحو 700-900 مليون دولار سنويا).
وعلاوة على الدعم الإيراني المباشر، فإن حزب الله يدير موانئ لبنانية غير شرعية في الجنوب، ويتاجر بممنوعات وسلع غير شرعية وغير مجمركة، ويحصل على تبرعات تتدفق عليه من ابناء الطائفة الشيعية وغيرهم، من مختلف انحاء العالم، نتيجة الفتاوى التي تعتبر الحزب حركة مقاومة وإن هدفه هو تحرير فلسطين.
لم يكتفِ النظام الإيراني بما سيطر عليه من عواصم عربية، وسّعت مجال نفوذه الحيوي، وزودته بأوراق (نعم اوراق) قوة تفاوضية جديدة، بل زاد فأنشأ في غزّة سنة 2014 «حركة الصابرين نصرا لفلسطين- حصن» التي تحمل نفس شعارات ورموز وخطوط حزب الله اللبناني.
إن «الجهات الماسكة» في العراق، والتعبير للصديق الإعلامي الدكتور محمد السيد محسن، ويقصد به النظام الإيراني، هي نفسها «الجهات الماسكة» في لبنان، وفي اليمن، التي تدفع كِراء الميليشيات المسلحة الخارجة على سلطان دولها، والتي هي دولة داخل دولة، لا بل دولة فوق الدولة، التي تنفذ أوامر طهران، والتي هي خناجر مغروسة في ظهر الشعب العربي وفي قلب القضية الفلسطينية.
ما يجري في لبنان والعراق وسوريا واليمن، يؤثر على كل أقطار الأمة.
الدستور