باكستان.. أجواء مسمومة تغذيها تسريبات CNN
نقلت شبكة (CNN) الاخبارية الامريكية خبرا مفاده ان "اسلام اباد" و"واشنطن" على وشك التوصل لاتفاق يسمح للطائرات الامريكية بدون طيار باستخدام الاجواء الباكستانية لاستهداف الاراضي الافغانية.
اتفاقٌ سارعت الخارجية الباكستانية الى نفيه، واصفة الخبر بـ"الشائعات".
الخبر الذي نقلته شبكة (CNN) استنادا الى ثلاثة مصادر مختلفة من الكونغرس الامريكي -بحسب زعم الشبكة الاخبارية- جاء بعد محاولات امريكية متكررة لفتح الأجواء في دول آسيا الوسطى، واستخدام القواعد الجوية الروسية، الامر الذي رفضته موسكو اكثر من مرة، وتبعه رفض هندي وإيراني مماثل؛ ما دفع الادارة الامريكية الى بذل جهود مضاعفة لإقناع باكستان التي رفضت ذلك، لتداعياته الخطرة على أمنها واستقرارها الداخلي.
تدرك الادارة الامريكية خطورة القرار، وحراجة موقف الحكومة الباكستانية برئاسة عمران خان الذي أعلن رفض بلاده استخدام أجوائها من قبل القوات الامريكية، خصوصا ان باكستان تواجه احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة الباكستانية، وتوتر علاقاتها بحركة طالبان الأفغانية بعد إغلاق الحدود بين البلدين؛ فالإعلان الامريكي يعزز شكوك وريبة "طالبان افغانستان"، وفي الآن ذاته يقدم قوة دفع لـ"طالبان باكستان" لتكثيف نشاطها المسلح على الاراضي الباكستانية.
الخبر يلحق ضررًا كبيرًا بباكستان، ويسمم الأجواء السياسية والامنية في البلاد، خصوصًا بعدما نُقِل مدير المخابرات الباكستانية (ISI) الجنرال فايز حميد الى بيشاور كقائد للفيلق الحادي عشر، وتعيين الفريق نديم أحمد أنجوم رئيسًا جديدًا لجهاز المخابرات الباكستاني خلفًا له.
تغيرات أعقبت زيارة الجنرال حميد لأفغانستان، ولقائه عددًا من قادة الحركة على رأسهم قادة في "شبكة حقاني"، متزامنًا مع هجوم كبير في واي بانجشير.
في حين ذهبت مصادر اخرى الى القول بأن السبب يعود الى فشله في إحباط هجمات "طالبان باكستان" على الخبراء الصينيين العاملين في مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)؛ فأمريكا تصطاد في المياه العكرة، وتبحث لنفسها عن مدخل جديد في آسيا الوسطى، ولو كان عبر الابتزاز وإثارة الفوضى في باكستان وتكريسها!
المناخ السياسي والأمني المسموم في باكستان وآسيا الوسطى تعمل الادارة الامريكية على الاستثمار فيه؛ أملًا في تشديد الضغوط على الحكومة والجيش الباكستاني؛ ذلك لأن تفجير الاوضاع الداخلية في باكستان يضعف النفوذ الصيني، ويهدد بنقل الأزمات الامنية والسياسية الى اراضي الصين ودول آسيا الوسطى.
إستراتيجية تترافق مع دعوات امريكية لفرض عقوبات وقيود على باكستان؛ بحجة عجزها عن ضبط أمن البلاد والحدود بشكل يُهدِّد باستيلاء متطرفين على ترسانتها النووية، وهو ما حذر منه جون بوليتون المستشار السابق للامن القومي في ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب.
باكستان تعاني من ضغوط أمريكية قوية، ومحاولات جادة لتفجير الاوضاع السياسية والامنية في البلاد على امل ان يكون لذلك ارتدادات على الاستراتيجية الصينية، وخصوصا مشروعها "الحزام والطريق"؛ خدمةً لحيلفها في نيودلهي الذي بات اكثر ارتباطًا بالإستراتيجية الامريكية في المحيط الهندي.
ختامًا..
الشائعات التي اطلقتها شبكة (CNN) نقلًا عن مشرعين في الكونغرس الامريكي لا تعد بريئة؛ ما استدعى من الحكومة الباكستانية الرد السريع على هذه الشائعات قبل ان تنتقل بأثرها السيئ الى الساحة الداخلية المتوترة والمتفجرة.-
السبيل