هيمنة ثقافة احادية القطب !!!
كلنا يعلم ويدرك ان المجتمعات تعيش حالة من الاغتراب في ضوء المتغيرات والازمات بانواعها والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، كذلك تأثير العولمة بشكل مباشر على تلك المحاور واخذت ابعاداً كبيرة ، وما رافقها من غزو ثقافي اخترق طبقات المجتمع الممتدة عبر التاريخ .
حيث كان هناك ثقافات جديدة بوجود من يروج لها عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها خاصة عند مجتمع الشباب باعتبارهم الفئة الاكثر استهدافاً وتعرضاً للغزو الثقافي ، ولأنهم الاكثر معاناة من هذه الفجوة الفكرية بين الثقافة والثقافة المعولمة الجديدة .
ولانهم يحملون طاقات فكرية وروحية تحتاج الى اشباع ليقف الشاب حائراً بين حاضره وماضيه ، ليعيش صراعاً بين الثقافتين القديمة والثقافة الوافدة الجديدة الضاغطة والمرنة والجذابة والطاردة للثقافة القديمة .
حيث ان الكثيرين يعتبرون ان لكل عصر محددات وضوابط تؤثر على سلوكيات الفرد ، فالامس شيء والحاضر شيء آخر يختلف كثيراً عنه و هذه الطفرات في المتغيرات خلقت فجوة كبيرة بين جيلين جيل قديم يمسك بموروث ثقافي واجتماعي وديني واخلاقي ، وجيل يتأثر بالعولمة ومتغيراتها الانحلالية واللاأخلاقية .
كما هو الحال ايضاً في العديد من الدول التي تشهد انفتاحاً كبيراً في ذلك ، على اعتبار انه تقدم حضاري فافعل ما شئت حيث ان هيمنة النظام العالمي يطل على الانسانية اينما كانت ، لتقليص الفجوات بين المجتمعات حتى لو كان ذلك ينعكس على السياسات الاقتصادية وغيرها ، لتصبح هناك هيمنة ثقافية احادية القطب ، تتمركز حول الثقافة الغربية والتنكر للثقافات القديمة القومية والمحلية للمجتمعات وتدميرها تدريجياً .
وليصبح الشباب يعيشون حالة من الاغتراب لينغمسوا في ثقافات غربية خارجية دونما وعي بالثقافة الوطنية ، واصبحوا يجهلون تاريخ وطنهم ، حتى المناهج الدراسية تغيرت لتلائم ذلك فكيف سيكون الرأي العام وهم لا يعرفون العلامات التاريخية في حياة الامة ، فلم يعد لأحد ان يملك شيئاً سوى التفاعل مع تلك المعطيات السائدة بطريقة فوقية ، حيث الحماية القانونية لكثير من الثقافات الغربية المنحرفة دينياً واخلاقياً ، في محاولات مستميتة للحافاظ على ارث ثقافي قديم .
الدستور