ضريح وصفي كان مزارا يوم أمس
ارفع لِنَفسِك بعد موتِك ذِكرَها فالذكرُ للإنسانِ عُمْرٌ ثاني.
أحمد شوقي
كان يوما وطنيا مجيدا يوم أمس، عبرت فيه وفود شبابية ونسائية و»زلامية» من كل الأردن، عن انحيازها إلى مناقب الشهيد وصفي التل، بزيارة ضريحه في الكمالية، أو بالكتابة الطوفانية على وسائط التواصل الاجتماعي، في حالة عشق و شغف لا تحتاج إلى تفسير.
أحبه الناس لأن بيته، الذي استغرق بناؤه 17 عاما، بسبب طَفَرِه وديونه، كان مفتوحا للفقراء والبسطاء، قبل الوجهاء والأغنياء، حين يكون رئيسا للوزراء، أو وهو في هدأة التفرغ للقراءة والكتابة والزراعة
كان وصفي المدافع الأول عن فقراء الأردن، وظل يعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لهم، واذكاء قيم العمل اليدوي والاقتصاد المنزلي. إن نموذج نظافة الحكم هذا، المضاد للفاسدين، كان طبيعيا أن يقضي مديونا.
عبر هذا الفلاح عن انتمائه للأردن، بإطلاق معسكرات الحسين للبناء والعمل، التي أينعت الغابات التي نراها اليوم، ولو أتيح لوصفي لأصبح الأردن كله غابة.
إن من يحب الأردن ويفديها ويحميها، ويستشهد من أجلها كوصفي التل؛ لا يكون إقليميا ولا جهويا ولا طائفيا؛ لأن تلك الأعطاب خطرٌ على الأردن أولا. وإن من يحب فلسطين، ويسعى لحريتها واستقلالها؛ ويقاتل من أجلها كوصفي التل؛ لا يكون إقليميًا ولا جهويًا ولا طائفيًا؛ لأن تلك الأعطاب خطرٌ على فلسطين قبل غيرها.
وإن من يحب الله ورسله وكتبه كوصفي التل؛ لا يميز بين كل أقطار الأمة.
خفتت المظلومية الكبرى التي لحقت باسم وصفي التل؛ بسبب تضليل إعلام احمد سعيد، الذي كان يغطي الأفق بالاكاذيب في الستينات، وبسبب عجز الإعلام الأردني، عن عرض وجهة نظر الأردن، وبسبب عدم إيلاء مظلومية وصفي، الاهتمام الأردني الرسمي الشديد الوجوب.
والوطن الأردني العربي الصلب، الذي أنجب وصفي وحابس وهزاع وعبد الحميد شرف، أنجب ايضا، ملايين الرجال والنساء الشرفاء، وسيظل ينجب،
ما أكثر الشرفاء وما أقل الفاسدين!
شَهِد ضريحُ وصفي يوم أمس، حضور الدكتور المهندس منذر حدادين، أحد أبرز أصدقاء وصفي الأوفياء.
الدستور