التوسع الاستيطاني وعنصرية الاحتلال ويهودية الدولة الاستعمارية
مصادقة ما تسمى اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في مستوطنة «كريات أربع» المقامة عنوة على أراضي الخليل على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع المستوطنة وتأتي عمليات الاستيطان الجديدة امتداد لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان في قلب البلدة القديمة بالخليل وفي الضفة الغربية المحتلة في ظل قيام الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ بزيارة للمستوطنة للمشاركة في احتفال «عيد الأنوار» ونيته اضاءة شمعة العيد في الحرم الإبراهيمي الشريف وباحاته في خطوة استفزازية مرفوضة تعبر عن اوجه الصراع الديني الذي تفرضه عنصرية الاحتلال ويهودية الدولة الاستعمارية .
حكومة التحالف الاستعماري الاسرائيلي العنصرية تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن بناء هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة «كريات أربع» وتهدف المحاولات الإسرائيلية الرسمية إلى تشتيت الاهتمام الدولي في القضية الفلسطينية الرافض للاستيطان نحو اتجاهات إقليمية أخرى خاصة نتائج وتداعيات البناء الاستيطاني على فرصة تحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين الذي يتعرض لأبشع عملية تخريب ناتجة عن ممارسات الاحتلال الاستعمارية ومواصلة سرقة الأرض الفلسطينية والسيطرة عليها، في عملية ضم زاحف ومتسارع للضفة الغربية المحتلة، ما يؤدي إلى إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وقامت ايضا سلطات الاحتلال مؤخرا بإجبار اصحاب المنازل على هدم منازلهم وتشريد اصحابها حيث فقد 22 فلسطينيا من بينهم 15 طفلًا منازلهم، بعد أن هدمت سلطات الحكم العسكري مساكن وحظائر للماشية ومباني قيد الإنشاء وطريق، وصادرت عدة خيام وممتلكات خاصة في مناطق القدس والخليل ورام الله ونابلس، وان هذه الممارسات ترتفع وتيرتها كون تشهد المنطقة ازدياد عمليات هدم المنازل والمنشآت أو الاستيلاء عليها بنسبة 21% في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2021 مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 2020، ما أدى إلى زيادة بنسبة 28% في عدد الفلسطينيين الذين هجروا قسريا عن أماكن سكنهم وكانت سلطات الاحتلال قد هدمت الاسبوع الماضي 3 بنايات سكنية، في منطقة «واد الحمص» ببلدة صور باهر جنوب شرق القدس، اثنتان منها تقعان داخل الجدار الفاصل، كل بناية مكونة من طابقين، تضمان 11 شقة، منها 4 مأهولة بالسكان تأوي 20 شخصًا، فيما تقع البناية الأخرى خارج الجدار، مكونة من 4 طوابق، وتحتوي 8 شقق، بذريعة وجودها قرب الجدار.
ولا بد من المجتمع الدولي والإدارة الأميركية خاصة الوفاء بالتزاماتهما وتحويل الأقوال والمواقف إلى اجراءات عملية وأفعال كفيلة بحماية حل الدولتين وردع الاحتلال وإجباره على وقف الاستيطان بأشكاله كافة، وبوضع منظومة الاستيطان ككل على قوائم الارهاب لديها، بما في ذلك منظمات المستوطنين وميليشياتهم وعناصرهم الارهابية المسلحة وإدانة كل عمليات هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية التي تنفذها السلطات الإسرائيلية الغير القانونية بموجب القانون الدولي .
هذا المخطط الاستيطاني يهدف إلى استكمال فصل القدس عن محيطها الفلسطيني من جهة الشمال، كجزء لا يتجزأ من عملية أسرلتها وتهويدها وضمها، وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي، ومحاولة إخراجها من أية مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين، وفي ظل استمرار هذه المخططات لا يمكن للمجتمع الدولي استمرار صمته امام تلك الجرائم المتواصلة والمتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني ولا بد من وضع حد لكل عمليات الهدم وأي ممارسات أخرى غير قانونية تجبر الفلسطينيين قسريا على ترك منازلهم وتقوض بشكل كبير آفاق السلام وتسقط خيار حل الدولتين .
الدستور