محلاها عيشة الفلاح!!!!
ليست الضرّة هي المرّة فحسب، بل إن بعض النكات تصيب ذائقة الروح بمرارة الضرة وأكثر، لأنها تكشفنا وتعرينا من الداخل، لكنها تحول مجرى الضحك على الآخر.
في الاستهلاك...تحولنا جميعا الى كائنات استهلاكية، وأدّى نقص الوعي الى ألا نستثمر المفاصل الاجتماعية لنتحول إلى كائنات أكثر جدوى، بل تراجعنا عن قيمنا البدوية والفلاحية في الوقت الذي لم تنمُ فيه قيمنا المدينية بشكل صحيح.
تقول النكتة ،خرج أحد الاقطاعيين يتنزه فرأى فلاحا يحرث الأرض بنشاط وسعادة وهو مسرور يغني.
فسأله الاقطاعي :
- أراك مسرورا بعملك فهل الأرض أرضك؟
- لا يا سيدي أعمل فيها بالأجرة .... إنها ملك سيدي الإقطاعي.
- وكم تحصل باليوم؟
- أربعة قروش كل يوم.
- وهل تكفيك؟
- نعم وتزيد.... قرش أصرفه على عيشي، وقرش أسدد به ديني، وقرش أسلفه لغيري وقرش أنفقه في سبيل الله.
- لم أفهم اشرح لي.
- القرش الذي أصرفه على عيشي فهو ما أعيش منه أنا وزوجتي .... وأما القرش الذي أسدد به ديني فهو ما أنفقه على أبي وأمي .... وأما القرش الذي أسلفه لغيري فهو ما أنفقه على أولادي، أربيهم وأطعمهم وأكسوهم، حتى إذا كبروا يردون الدين لي .... أما القرش الذي أنفقه في سبيل الله فهو ما أنفقه على أختين مريضتين.
انبهر الاقطاعي من ردود هذا الرجل البسيط، وعرّف على نفسه ووهب الارض للفلاح (حسب النكتة طبعا، لأن هذا مستحيل في الواقع).
الفلاح لم يكذب خبرا... باع الارض وأخذ الفلوس وتزوج أوكرانية، وطلّق زوجته، ولم يعد يصرف على شقيقاته، وحط الماما والبابا في دار المسنين، ورمى أولاده في الشارع.
ويحاول حاليا الحصول على فيزا لكندا....
وتلولحي يا دالية .
الدستور