لقاء عباس - غانتس
كان مفاجئا ذلك اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزير الدفاع الاسرائيلي بني غانتس قبل ايام في منزل الأخير ، ذلك أن لقاء كهذا لن يكون مبررا لا لرجل الشارع الفلسطيني ولا للنخب التي اعتبرته خطيرا حط من مكانة الرئاسة التي يفترض أنها تمثل شعبا أمضى 100 عام من الكفاح لنيل حريته .
المطبلون والسحيجة برروا اللقاء بحاجة الفلسطينيين إلى تصاريح لم شمل وتغيير رموز بعض المناطق في الضفة وسعي عباس إلى منح أجهزة الأمن الفلسطينية مزيدا من حرية الحركة في مناطق " أ" وغيرها وإعادة انتشار جيش الإحتلال ، ونقل أراض من " ب " إلى " أ " والسماح للأمن الفلسطيني بالعودة إلى الجسور " المعابر " كما كان عليه الوضع في السابق وما إلى ذلك من قضايا هي في حقيقتها استحقاقات لأوسلو الذي نبذه الكيان وراء ظهره منذ زمن ، ليجيئ عباس ويقوم بزيارة إلى منزل وزير دفاع الكيان ، وليؤكد وفق ما كشفته مصادر اسرائيلية على التعاون الأمني وإنه لا بد من المحافظة عليه رغم كل هذه الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون للأقصى وجرائم القتل التي يمارسها الجنود جهارا نهارا وتنكر الكيان لأبسط التفاهمات .
وفق ما كشفته المصادر الاسرائيلية فإن لقاء سبق زيارة عباس لمنزل الوزير بتل أبيب جمعه في المقاطعة برام الله مع عشرات الأكاديميين والمثقفين ، وأنه أمضى جل وقت اللقاء وهو يتحدث معهم عن الفرق بين اليهود الاشكناز وغيرهم من اليهود وكأنه لقاء يهدف لترسيخ انطباع فهم " الآخر " الذي يتمتع به الرئيس ، وفي اليوم التالي للقاء ، وبرغم كل هذه الضجة التي اثيرت حول لقائه غانتس ، استغل رئيس السلطة ذكرى انطلاق فتح ليحاول التخفيف من وقع اللقاء على الفلسطينيين فيجدد تأكيده على السلام ويدعو لعقد مؤتمر دولي بشأن القضية الفلسطينية برعاية الرباعية الدولية ، أي ان عباس يعود بالقضية إلى نقطة الصفر ، ولكن بعد أن كبل وقيادة فتح الفلسطينيين عبر عشرين عاما بمصالح ورواتب ومياه كهرباء وتنسيق امني وغير ذلك مما تعتبره فتح إنجازا ويعتبره الفلسطينيون استعبادا ضرب القضية في مفصل وحول الشعب الفلسطيني من شعب مكافح إلى شعب " شحاد " .
هل يستحق الحصول على أذونات اقامة أن يزور رئيس دولة فلسطين وزير دفاع عدوه في منزله لتأكيد التنسيق الأمني وتوسيع سلطة السلطة ، هل المستوى السياسي لعباس : الرئيس " يليق بأن يلتقي غانتس " الوزير " ووزير ماذا .. ؟؟ ..
أحدهم علق قائلا : اية بجاحة نسمعها من هؤلاء النفر الذين يحاولون تبرير الز يارة بكل هذا الهراء ، ثم من الذي كشف عن الزيارة " الفضيحة " إعلام السلطة .. أم إعلام الكيان ؟؟ .
جى بي سي نيوز