الإيمان
الهدف النهائي للفلسفة كما يقول أهلها هو اكتشاف الغيب.
بمعنى آخر هو الخروج على طاقة العقل البشري، لمعرفة الله، والموت، وما بعد الموت.
لكن العقل البشري محكوم بحدود وقيود كما يقول باسكال «للقلب منطق لا يحيط به العقل».
أو كما يقول القرآن الكريم « إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ «.
منذ سقراط مروراً بأفلاطون، وأرسطو، حتى جان جاك روسو، وفلاسفة الوجودية، طرحت نفس الأسئلة، وجاءت نفس الأجوبة.
حتى قال باسكال في تأملاته «إن الفلسفة الحقيقية هي السخرية من الفلسفة»!
الفرق بين الفلسفة والدين أن الأولى بقيت أسيرة الشك، أما الدين فقد بدأ من حيث انتهت.. من الإيمان واليقين.
الإسلام تجاوز مرحلة الركض وراء ما لا يدركه العقل، إلى ما يمكن أن يقبل به العقل.
جاء النبي يعطي الأجوبة، وعلى أساس تلك الأجوبة منظومة الأخلاق، والقيم، التي تنظم حياة الإنسان في دنياه وآخرته.
حتى قال الشاعر الألماني جوته «الاستسلام لمشيئة الله هو الحكمة الحقيقية، وبهذا المعنى فإننا جميعاً مسلمون».
« لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ «. قرآن كريم
تمام الحكمة -إذن- أن تبدأ الرحلة مع هذا النبي.
بورسعيد، فبراير 1986
الدستور