شتان بين الشهداء والعملاء ..
من الظلم مقارنة أكثر الناس نبلا وكرما، بأكثرهم خسِّة وجبنا ونذالة، وكل من يستسهل الحديث هجوما على القوات المسلحة وأفرادها وضباطها حتى سياراتها، هذا يقوم بدور عميل خسيس، حتى وإن تحدث هياما بالوطن، ولو كان يعرف معنى الدفاع عن وطن، لما سمح لنفسه أن يخرج على الملأ بحديث ينتقد فيه سلاح الدفاع الأول عن الوطن، درعه وسياجه وشوكته.. القوات المسلحة الأردنية.
ارتقى الى رحمة وعدل وجوار الله، الشهيد الثاني الوكيل محمد المشاقبة من حرس الحدود، ارتقى أمس الأول إلى الجنة، ولو كنتم تدركون معنى الشهادة في مفهومنا وعقيدتنا، لقلتم بأن الشهيد لا يموت، بل هو حيّ عند الله يرزق، وهذا قول الحق جلّ وعلا، ويمكنكم أن تزجوا التحية لكل شهيد ارتقى أثناء قيامه بواجبه المقدس، وهو الدفاع عن الوطن والناس والدولة والخير والحق والعدل والقانون.. وكل القيم السامية التي يتفق عليها شعب من الشعوب، فتحية للشهيدين العسكريين النقيب محمد الخضيرات والوكيل حمد المشاقبة، وطوبى لكم، ضحيتم بكل شيء لأجلنا.. لله دركم وفعلكم وكل كرمكم، ما أكرمكم.
نفر قليل ذليل حقير، استهان الحديث المسيء عن الجيش العربي وضباطه وأفراده وقياداته، وتبعته «براميل»، خاوية من كل قيمة وشعور، وطفقوا نقدا وتحليلا وتخطيطا عسكريا واستراتيجيا ودفاعيا وهجوميا، وإنني أجزم أنهم إن لم يكونوا غير اردنيين، فهم لم يخدم أحد منهم في الجيش، وجاء من مزبلة السوشال ميديا يوجه قياداتنا العسكرية، ليعلمها كيف الانتماء والوفاء للوطن وللقيادة وكيف تتم حماية الشعب والأرض والإنسانية!!.. ومثل هذه البراميل ليست إلا وعاء ينضح بما فيه، ويتحدث بالنفس الكريه ذاته عن كل شيء، فيتعاظم الصخب وتضيع القيم الطيبة والأخلاق الوطنية بين افراد المجتمع.
العسكري؛ ومنذ أن فكر أن يكون عسكريا في صفوف القوات المسلحة، نذر نفسه وروحه وكل حياته ليدافع عن وطن، ولم ينظر او يفكر إن كنتم وأمثالكم، تعيشون في هذا الوطن أو لم تكونوا موجودين، فعقيدته أكبر وأشمل وأكثر قداسة وشرفا، فهو عسكري وكفى، مهمته حماية الدولة والشعب والأرض وتنفيذ توجيهات قادته، ولا شيء غير ذلك، وهي وظيفة لا يفهمها من يناضلوا على السوشال ميديا تنفيذا لمنسقي أجندات ما، أو بيعا لأنفسهم للشياطين، وقلما يفهمها من لم يكن يوما عسكريا، بل لا يمكنه أن يفهمها لا سيما إن كان فارغا خاويا نفسه مظلمة، لا فكرة ولا نور فيها.
يتحدثوا عن استشهاد أبطال اردنيين، كما يتحدثوا عن متوفين حكم عليهم القدر بالموت في مشاجرة، او مغامرة، أو حادث سير عرضي، وينسى هؤلاء بأنهم إنما يتحدثوا عن سلاحنا الوطني المقدس، جيشنا، الذي يجب علينا اعتبار كل فرد فيه بطل، رجل، كريم، لأنه وهب نفسه لحمايتنا وحماية وطن فيه بيوتنا وكل حياتنا.. ومثل هذا الحديث الذي يطغى على الخير والعقل والثوابت والقيم كلها، يجب تحريمه وتجريمه، وتجريم من يتداوله أو يحلق فيه تنظيرا على «سمانا»، فهؤلاء هانوا، وهانت في عيونهم كل الفضائل، وأصبحوا مجرد أبواق لعملاء، وجواسيس، ومجرمين يتربصون بنا خارج وداخل الحدود ، لذلك يجب تقديمهم للقضاء، لمحكمة أمن الدولة تحديدا، فحديثهم هو اعتداء على أمننا بل على درع أمننا ووطننا وغرة عزتنا وكرامتنا، حديث سرعان ما ينتشر، مريبا خبيثا مدمرا، لأن غالبية المتلقين له، سيطرت عليهم لوثة ونزعة الكره حتى لأنفسهم، ففقدوا البوصلة، وتاهت افكارهم وقناعاتهم.
المجد والخلود وكل الفخر للأبطال العسكر، الذين يستشهدوا كل مرة، ويكرموا بأرواحهم، لنحيا، ويحيا الوطن، وعاش الشهداء ما ماتوا، ليعيش الوطن والناس.
وفازوا حين ذهبوا الى رحمة الله ووعده وكرمه، بينما يظفر العملاء والخبثاء والجبناء بالمذلة والحسرة والنقمة تحرق قلوبهم.
شتان ما بين عسكري بطل، وشهيد فاز بجوار ربه، وبين عميل برميل ينضح كرها ونذالة وحقدا.
الدستور