مأساة الطفل المغربي
ضجَّت وسائلُ الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الإجتماعي لمحاولة إنقاذ الطِّفل المغربيِّ ريَّان الذي علِق في بئر عميقة في إحدى القُرى المغربيَّة.
وتابعَت تلك الوسائل الإعلاميَّة الحَدث أوَّلًا بأوَّل بل ساعة بساعة.
الغريب والعجيب في الأمر أنَّ ذات الوسائل صمتت صمت أهل القبور تجاه عشرات الآلاف من الأطفال في سائر العالم الاسلاميِّ الذين مرُّوا بظروف مأساويَّة أكثر بكثير ممَّا تعرَّض له ريَّان.
فهناك آلاف الأطفال ماتوا حرقًا أو اختناقًا إثر غازات سامَّة أوقنابل حارقة وبعضهم قضى نحبَه تحت أنقاض بيوت دُمِّرت فوق رؤوسهم إثرَ قصف طائرات أو صواريخ أو براميل مُتفجِّرة من يهود وأمريكان وروس و أنظمة مُستبِّدة...
أطفال قُتلوا شر قتلة هنا وهناك، في غزَّة في العراق في سوريا وأفغانستان...إلخ.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين كانت وسائل الإعلام عن مآسي هؤلاء الأطفال؟
أين هي من حياة أطفال حُرموا من رؤية آبائهم القابعين فى زنازين الطُّغاة المُجرمين بسبب تَمسُّكهم بدينهم وكرامتهم ؟
أين هي من حياة أطفال اضَّطرتهم ظروف الحياة للعمل بثمن بخس أشبه ما يكون بالرَّقِّ والعبوديَّة في مزارع ومصانع ومناجم ورعي الإبل؟
أين هي من أطفال يتسوَّلون بالطُّرقات والشَّوارع في شتاء قارس أو تحت لهيب شمس حارقة من أجل الحُصول على لُقمةِ عيش تسُدُّ رمقهم وآخرون يبحثون في حاويات القُمامة للبحث عن بقايا طعام؟!
أين وسائل الإعلام من التَّطرُّق لموضوع المُتاجرة بالأطفال سواء من النَّاحية الجنسيَّة أو بيع الأعضاء البشريَّة أو بيعهم أُسرًا غنيَّةً؟
أين وسائل الإعلام من الحديث عن استغلال الأطفال في حروب طاحنة أو استغلالهم في نقل الممنوعات؟
ختاماً إذا كان الطِّفل ريَّان المغربيّ قد قضى نحبه، فإننا نحزن من أجله ونبتهل إلى اللّه أن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وبالمقابل نطالب وسائل الإعلام المختلفة ان تحرص على مصير ومستقبل ملايين الأطفال الذين يحاصرهم الجوع والفقر والبرد والحِرمان.
هؤلاء بأمسِّ الحاجة إلى العون والمُساعدة من قِبَل الجِهات الرَّسميَّة و مِن قِبَل أهل الخير والهِمَّة والنَّخوة لا سِيَما الأيتام منهم.
وعلى عاتِق وسائل الإعلام تقعُ إثارة قضاياهم ومشكلاتهم للرأي العام والكشف عن حجم مأساتهم كما كشفت عن مأساة ريَّان المغربيِّ رحمه الله من أجل وضع الحُلول المُناسِبة لهم.
السبيل