الأردن لم يخسر الحرب ولن يستسلم..
لا أقول بأن وضعنا عشرة على عشرة، ولا ازعم أن الأيام القادمة جميلة، وهذا لا يعني بأن نكفر بالوطن وبنظامه السياسي والاجتماعي وبتاريخه الموسوعي بالشرف والكرامة والصمود، الذي أكد للعالم كله بأننا بلد يتمتع بإدارة سياسية ديناميكية وذكية ومرنة، وقادرة على استيعاب كل المتناقضات التي واجهتها في المئوية الأولى من عمر الدولة الأردنية.. ونجح الأردن في كل الإختبارات بعلامات نجاح مقبولة وأخرى جيدة وأخرى ممتازة.
بين فترة وأخرى؛ يخرج إلى العلن مجانين او متحمسين او مرضى، مسكونين بهاجس الحقد والكراهية حتى لأنفسهم، يهاجمون البلاد ونظامها ويتوعدون البلاد في الحقيقة بالدمار والإندثار، بينما هذه البلاد بحمد الله صامدة في كل مرة، وبعد كل اختبار و"جبهة" يتم فتحها ضدنا كدولة وشعب ونظام، يخرج الأردن أكثر منعة وقوة وخبرة، وهي الخبرة التي دعمت مخزون الحكمة وأعطت هامشا اوسع للديناميكية والمرونة..
لا أريد ان أذكر اسم مريض بعينه يهاجم دولتنا، لكن ما أريد قوله بأنه في الحقيقة يتمنى لو استطاع ان يخسف الأرض بالأردن على رؤوس أهلها، وهذا ما يتمناه بعضهم، فهو حين ينتقد نظاما سياسيا ويتحدث بأباطيل، يتابعها ثم يرددها بعض الغاضبين، لتغدو ثقافة من التفاهة، وهي بلا شك ثقافة تدميرية، تقوض الثقة بين أية دولة ورعاياها، وتفقد تلك الدولة جاهزيتها المعتادة لمواجهة المؤامرات الحقيقية في الميادين السياسية، فنحن في السنوات الأخيرة اقتنعنا وبما لا يدع مجالا للشك، بأن الظروف الدولية لم تكن في صالحنا، وهذا امر سياسي يحدث، وتغدو معه الفرص الطبيعية مفقودة وحتى الاتفاقيات الدولية تصبح مشلولة، عندما تتعرض المواقف الدولية لشحن سلبي بتأثير من أجندات دولية تتصارع في منطقتنا، أو حين تواجه بعض الانظمة السياسية في منطقتنا أزمات سياسية وتحديات ما، تدفعها لتقديم تنازلات وتتخلى عن مبادىء وأدوار بمحض إرادتها، بل وتتطوع لتقديم المزيد للقوى الدولية المتصارعة، حفاظا على استقرارها.. ونحن في الأردن دولة لها متطلباتها الأمنية والوطنية والسيادية .. فهي إن خفضت من منسوب نشاطها وقللت هامش مناورتها، فلا يعني هذا بأنها استجابت للإملاءات الخارجية، بل هذا ما نعنيه بالديناميكية والقدرة على تجاوز الأزمات بأقل الخسائر..
فالدولة ما هانت ولا نخبها أو حكوماتها خانت.. وفي الميدان السياسي الدولي تتقلب المواقف فتصبح ثقيلة على الدول التي تعاني ازمات اقتصادية وتحديات أمنية وغيرها.
الأردن صامد، ولم يرفع الراية البيضاء، ويفعل المستحيل لديمومة الأمل والأمن والاستقرار الى الحد المطلوب لتدوم رايته عزيزة ومواطنه حر كريم.. وللحديث بقية وفيه أكثر من قضية تحتاج منا أن ندافع عن أنفسنا وعن بيتنا الكبير، وليس ان نستسلم للإشاعات او المؤامرات أو تأوهات المرضى المهجوسين بالحقد على بلدانهم وعلى أنفسهم.
الدستور