خسة ونذالة
لا يمكن وضع قرار الرئيس الأمريكي بسرقة 3.5 مليار دولار من الأصول والودائع الأفغانية المجمدة إلا في خانة "الخسة والنذالة".
منذ سيطرت حركة طالبان على أفغانستان عمدت الولايات المتحدة إلى تجميد أصول وودائع البنك المركزي الأفغاني والبالغة 7 مليارات دولار.
ورغم عشرات التقارير الأممية التي حذرت من وضع كارثي في أفغانستان وانتشار للجوع والفقر، إلا أن واشنطن أصرت على استخدام تلك الودائع كأداة سياسية للضغط على حركة طالبان التي استطاعت هزيمة الولايات المتحدة وإخراجها من أفغانستان بعد أن قدمت آلاف الشهداء خلال عشرين عاما.
الرئيس الأمريكي جو بايدن وقع الجمعة أمرا تنفيذيا يسمح للولايات المتحدة بالتصرف بسبعة مليارات دولار من البنك المركزي الأفغاني مجمدة لدى مؤسسات مالية أمريكية، وبحسب الأمر التنفيذي فإن نصف المبلغ (3.5 مليار دولار) سيبقى داخل الولايات المتحدة لاستخدامه لتمويل الدعاوى القضائية المستمرة المرفوعة من قبل الضحايا الأمريكيين جراء هجمات 11 سبتمبر!!
لم تأبه الإدارة الأمريكية لمعاناة ملايين الأفغان خلال الأشهر الماضية، وصمّت آذانها عن مطالبات أممية ودولية للإفراج عن الأموال الأفغانية لمساعدة الشعب الأفغاني.
لكن بايدن ساوى بين الشعب الأفغاني الذي اجتاحت الولايات المتحدة بلده ودمرته وقتلت الآلاف من أبنائه خلال حرب الاحتلال، وآلاف أخرى خلال ضربات جوية خاطئة، وبين الأمريكيين الذين قضوا في هجمات 11 سبتمبر (2977 شخصا)، رغم أن الأفغان وحتى حركة طالبان لا علاقة لهم بهجمات 11 سبتمبر.
يحق للشعب الأفغاني طلب تعويضات من الولايات المتحدة على ما فعلته في بلدهم من تدمير وتهجير وقتل طيلة عشرين عاما، لكن العالم الذي يسوده منطق الغاب جعل الإدارة الأمريكية تعكس المنطق وتسلب أموال الشعب الأفغاني الضحية لتعوض به مواطنيها الضحايا!! فأي خسة ونذالة هذه.
السبيل